المملكة المغربية .. أمثل وجهة للمقاولات والشركات الاسبانية

قبل 3 سنوات

رسخ المغرب، الذي يعد مركزا استثماريا جيدا في إفريقيا، نفسه على مر السنين، كوجهة مفضلة للمقاولات الاسبانية التي تبحث عن مناخ ملائم للأعمال وخلق القيمة المضافة، مما يؤكد مكانة اسبانيا كشريك هام للمغرب على المستوى الاقتصادي والتجاري.

وتمكنت المقاولات الاسبانية، المستفيدة من القرب الجغرافي الكبير بين البلدين، من الاندماج، بدون صعوبات، في الدينامية الاقتصادية الوطنية المتميزة ببروز أنظمة صناعية تتسم بالأداء الجيد وارتفاع مكانة الأعمال العالمية في المغرب.

وتمثل اسبانيا، منذ 8 سنوات، المورد والزبون الأول بالنسبة للمغرب، مما بوأ الفاعلين الاقتصاديين لديها مكانة خاصة وولوجا سلسا إلى السوق الوطنية، مثلما يشهد على ذلك ثقل هذه المقاولات في العديد من القطاعات الاقتصادية الأساسية في المملكة.

وتشهد صناعة السيارات الوطنية، التي تستقطب الشركات الرائدة على المستوى العالمي، على الاهتمام المتزايد للمقاولين الإسبان بالاستثمار في المغرب.

وفي الوقت الذي أدى فيه إحداث مصنع “رونو” في طنجة إلى وصول عدد كبير من مصنعي المعدات، قامت مجموعة “باميسا” الاسبانية بإحداث مصنع لقطع الصلب في طنجة، باستثمار بنحو 20 مليون أورو، من أجل تزويد السوق المغربي، خاصة مصنع “رونو”.

وتشكل شركة “فيكوسا” المهتمة بقطاع السيارات أيضا قصة نجاح أخرى للجارة الإيبيرية، حيث افتتحت بالمغرب مركزا للإنتاج باستثمارات إجمالية بنحو 50 مليون أورو.

ويؤكد تخصص هذه المجموعات في الأنشطة المتطورة ذات القيمة المضافة العالية ثقة المقاولات في المنصة الصناعية الوطنية التي تشكل من خلال، على الخصوص، مرونتها، عاملا أساسيا لتعزيز نمو المقاولات التي تمت استضافتها، وكذا للحفاظ على قدرتها التنافسية في هذه الظرفية الخاصة.

كما يعتبر قطاع النسيج والملابس من أكثر القطاعات التي يهتم بها الإسبان الذين يحتلون المرتبة الأولى بالنسبة للمستثمرين الأجانب في قطاع النسيج والجلود في المغرب، حيث كلمة السر في هذا القطاع هي التكلفة المثلى والجودة الشاملة، لذلك عززت شركات الجارة الإيبيرية تواجدها الصناعي وأنشأت نماذج اقتصادية قادرة على تعزيز مراكزها التنافسية.

وعلى المستوى السياحي، استقطبت الإمكانيات الكبيرة التي تتوفر عليها المملكة في هذا المجال العديد من المجموعات الإسبانية، مثل مجموعة “بارسيلو” التي تمتلك العديد من الفنادق في عدد من مدن المملكة.

وتعد الشراكة القائمة بين البلدين في هذه القطاعات بآفاق واعدة وجيدة، بالنظر إلى مكانة إسبانيا التي تعتبر من بين الأسواق الأساسية المصدرة بالنسبة للسياحة الوطنية.

ويمتد وجود المقاولات الإسبانية إلى ما يطلق عليه قطاعات المستقبل، حيث يعتبر التحول إلى الاقتصاد الأخضر والأقل تلويثا من بين الأولويات الكبرى، إذ يشهد على هذا التوجه افتتاح شركة “سيمنز غاميسا” لمصنع جديد لمروحيات الرياح (التوربينات)، باستثمار بنحو 1.1 مليار درهم.

ويرى المغرب واسبانيا، اللذان تربطهما علاقات تاريخية عميقة، وبعد خروجهما من أزمة اقتصادية وصحية غير مسبوقة، أنهما أمام آفاق كبيرة لشراكتهما الاقتصادية والتجارية، مما سيكون له وقع إيجابي بالنسبة للفاعلين الاقتصاديين من البلدين، من خلال تقاسم ثمار التعاون الاقتصادي الدائم.

و م ع

آخر الأخبار