تشكل الجولات الليلية الرمضانية المصحوبة بمرشدين ، التي نظم يومي 15 و 16 أبريل الجاري بالدار البيضاء، بمبادرة من جمعية ( كازا ميموار / Casa-Mémoire )، طريقة فريدة لإعادة اكتشاف التراث الغني للعاصمة الاقتصادية.
وتطمح هذه المبادرة، التي رأت النور لأول مرة في 2019 ، إلى أن تتحول إلى حدث سنوي بالنظر للتفاعل ، والإعجاب الذي لقيته من جانب جمهور الدار البيضاء، المتحمس لمبادرات النهوض بتراثه والتوعية بضرورة حمايته، مع العمل على اكتشافه من قبل كل المغاربة، ولا سيما الأجيال الصاعدة .
وفي هذا الصدد ، أبرزت رئيسة جمعية ( كازا ميموار) السيدة ربيعة رضاوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الجولات الليلية هي مقدمة لأيام التراث، لافتة إلى أن الأمر يتعلق بتظاهرة ثقافية مهمة تحتفي بالتراث الغني لمدينة الدار البيضاء .
وأضافت أن قرار إعادة تنظيم هذه الجولات الليلية يهدف إلى جعل هذا العمل أو النشاط المدني المواطن مستداما ، وتعزيز المبادرات الأخرى التي تتماشى مع النهج نفسه .
وأوضحت أن هذه الزيارات تطمح قبل كل شيء إلى مرافقة الجمهور من أجل فهم أفضل لتراث المدينة، مع العمل على الحفاظ عليه، مشيرة إلى أن هذه الجولات الليلية تسبق أيام التراث التي ستقام في شهر ماي المقبل .
وحسب السيدة رضاوي، فإن هذه الجولات الليلية الرمضانية ستسمح بإعادة اكشتاف المواقع الثلاثة الرمزية للمدينة، وهي المدينة القديمة وعبقها، ووسط المدينة وجواهرها المعمارية ، ثم منطقة الحبوس ومعمارها الخاص والفريد.
وتابعت أن حديقة جامعة الدول العربية ستكون مفتوحة أيضا طوال المساء في وجه الزوار، على أن تبدأ الزيارة من الساعة 9 مساء حتى منتصف الليل .
وأضافت أن هذه الجولات الثقافية، المخصصة لعامة الناس، تهدف إلى اكتشاف نوعية الحياة بأحياء المدينة وأجوائها الرمضانية ، مع الاستمتاع بالتحف المعمارية المضاءة في فترة المساء .
واستطردت قائلة إن هذه التظاهرة ، التي هي عمل مدني مواطن ، ستجعل من الممكن خلق فضاءات للتبادل والتعايش بين المواطنين، موضحة أن الجولات الليلية التي تنظم خلال شهر رمضان المبارك تقترح على المغاربة وغيرهم من الزوار الأجانب، إعادة اكتشاف المدينة وجوها الليلي من خلال الجولات المصحوبة بمرشدين، والتي تغطي مواقع مختلفة من العاصمة.
وتعد الجولات الليلية في رمضان مبادرة مدنية جديرة بالثناء تجمع جمهور ا كبيرا جدا.
فهذه التجربة تقتضي تعميمها كي تشمل في مختلف مدن المملكة ، وذلك من أجل زيادة الوعي بأهمية التراث المغربي الغني ، الممتدة جذوره في التاريخ الوطني.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.