22 نوفمبر 2024

صناعة الطيران بالمغرب تستعيد حيويتها بعد جائحة كورونا

Maroc24 | اقتصاد |  
صناعة الطيران بالمغرب تستعيد حيويتها بعد جائحة كورونا

استعادت صناعة الطيران، التي تعد من القطاعات المتميزة في الاقتصاد الوطني، وأظهرت مرونة وصمودا خلال أزمة كوفيد-19، حيويتها الكاملة وواصلت منحاها التصاعدي.

وبحسب الأرقام الأخيرة، التي أصدرها مكتب الصرف، فإن مبيعات قطاع الطيران استأنفت زخمها التصاعدي بتسجيل حوالي 5.179 مليار درهم مع نهاية مارس الماضي، أي بزيادة بحوالي 53 في المائة مقارنة بالسنة الماضية.

وكشف المكتب أن هذا المستوى يتجاوز ما تم تسجيله خلال نفس الفترة بين سنتي 2018 و2021، مضيفا أنه، بالموازاة مع ذلك، ارتفعت حصة مبيعات القطاع من إجمالي الصادرات بحوالي 0.8 نقطة (5.2 في المائة مع نهاية مارس 2022 مقابل 4.4 في المائة مع نهاية مارس 2021).

وفي هذا الصدد، قال السيد كريم الشيخ، رئيس تجمع الصناعات المغربية في الطيران والفضاء، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “إنها زيادة لها دلالة، لأننا نشهد انتعاشة حقيقية للأنشطة في كل فروع منظومة الطيران”.

وأبرز السيد الشيخ أن صناعة الطيران المغربية لم تصل بعد إلى مستوى سنة 2019، لكن من الواضح أن سنة 2021 قد انتهت بشكل إيجابي، مما يثبت صلابة سلسلة التوريد، مضيفا أن هذا القطاع سجل دائما نموا سنويا بأكثر من 17 في المائة في المتوسط على مدى 10 سنوات، وهو “نمو يظهر وحده مدى الوضع الجيد لصناعتنا وقدرتها على البقاء”.

من جهة أخرى، أكد السيد الشيخ أن الأزمة أتاحت فرصا للمغرب، إذ كان البحث عن موردين أكثر تنافسية مسألة حيوية ولم يحل دون تأكيد العديد من المشاريع الاستثمارية، لاسيما “بيلاتوس” و”إل بي إف الدار البيضاء” و”أديما” و”هيكسيل”.

وأوضح أن “هيكسيل” (Hexcel) ستجلب خبرة الرائد العالمي في المواد الركبة، في حين أن “أديما” (ADIMA) متخصصة في أجزاء المحركات، على أن ستمكن “بيلاتوس” ( Pilatus) من تصنيع وتجميع الهياكل الهوائية لطائرة كاملة، و”بي سي-12″ (PC-12)، من خلال “سابكا ماروك” (Sabca Maroc).

وأضاف أنه “تم إنجاز هذه المشاريع على الرغم من السياق الصعب للأزمة”، معتبرا أن “هذه الاستثمارات ليست فقط مؤشرا على خروجنا من الأزمة، بل تكشف أيضا عن نقطة التحول الرئيسي الذي تأخذه صناعتنا في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية”.

وفيما يتعلق بآفاق قطاع الطيران، أبرز السيد الشيخ، أن أي أزمة هي مرادف للفرص التي يجب اغتنامها، مشيرا إلى أن المغرب يوجه أنشطته واستراتيجيته بقوة نحو المهن الجديدة من خلال التركيز، بشكل خاص، على تكنولوجيا الصناعة، والابتكار والبحث والتطوير، وكذا الانفتاح على أسواق جديدة عبر العمل على جذب القدرات المتواجدة في آسيا لإعادة توطينها في المغرب، لتكون قريبة جغرافيا من المصنعين الأوروبيين.

وقال إنه رهان أساسي للانتقال البيئي وإزالة الكربون من الإنتاج، وهو من بين التحديات التي تواجه صناعة الطيران المغربية.

ويرى السيد الشيخ أن إزالة الكربون تعد اليوم أكثر من مجرد مطلب، فهي حيوية وتشكل تحديا كبيرا يجب مواجهته بشكل استعجالي من أجل التمكن من البقاء في السباق، معتبرا أن “هذا يعني أننا صناعة شاملة في عالم شامل، وإذا لم نلبي جميع متطلبات هذا القطاع، فسنفقد نقاطا في تموقعنا”.

وفي هذا الصدد، سلط السيد الشيخ الضوء على الجهود المبذولة في هذا المجال، من أجل الحفاظ على موقع هذا الورش وتحسينه، عبر تزويد المقاولات بالقدرة على إمداد نفسها بالطاقة الخضراء من خلال مرافقتها في عملية إزالة الكربون عن طريق حصيلة الكربون وخطط تحقيق نتيجة صفرية من الكربون التي تشكل مفتاح نجاح هذا التحدي.

ويظهر الانتعاش في صادرات الطيران أن أزمة كوفيد-19 قد أصبحت من الماضي، حيث أبانت الحصيلة الأخيرة للمكتب الوطني للمطارات عن تحسن كبير في حركة الطيران منذ استئناف الرحلات الجوية، مما يشير إلى أن 2022 سنة ستكون جيدة بالنسبة لهذا القطاع.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.