تعززت البنية التحتية المخصصة للترفيه والاستجمام في مراكش، أمس السبت بالحي الشتوي، بافتتاح الشطر الأول من منتزه مولاي الحسن، وهي بنية تحتية بيئية مدرجة ضمن مشروع “مراكش.. الحاضرة المتجددة”.
وجرت مراسم افتتاح هذا الفضاء، الذي يندرج في إطار الاحتفال بالذكرى التاسعة عشر لميلاد صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، بحضور على الخصوص، والي جهة مراكش – آسفي عامل عمالة مراكش كريم قسي لحلو، ورئيس المجلس الجهوي سمير كودار، ورئيسة المجلس الجماعي لمراكش فاطمة الزهراء المنصوري، وشخصيات أخرى.
ويمتد هذا الفضاء البيئي الأخضر، الذي يعد بمثابة “رئة” للمدينة، على مساحة إجمالية تبلغ 17 هكتارا، وبكلفة مالية قدرها 53.9 مليون درهم.
ويعد هذا المشروع المستدام والنموذجي من حيث جودة البيئة، ثمرة شراكة بين المديرية العامة للجماعات الترابية، التي بلغت قيمة مساهمتها المالية 42.5 مليون درهم، والجماعة الحضرية لمراكش (1.4 مليون درهم)، ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة (10 ملايين درهم).
ويمتد هذا الفضاء، الذي يبلغ عرضه 200 متر، على مسافة كيلومترين تقريبا بين المامونية والمنارة، مع إيلاء اهتمام خاص لولوج الأشخاص ذوي الحركة المحدودة.
وتمت دراسة جميع التهيئات الطبيعية للمنتزه (المواد المستعملة والنباتات والأنسجة والألوان) بدقة، مع احترام تام للمقاربة البيئية التي تهدف إلى إنشاء منتزه متناغم ومندمج بشكل تام في محيطه ومستدام في تشغيله.
بالإضافة إلى ذلك، يحظر استخدام الأسمدة وعلاجات الصحة النباتية الكيميائية في هذا المنتزه، في حين يتم التشجيع على استخدام المواد العضوية المحلية.
ويتم خفض كمية المياه المستعملة في سقي النباتات عبر اعتماد نظام للتنقيط من أجل تقليل استهلاك تلك المياه، في حين يتم التقليل من المساحات المعشوشبة إلى الحد الأدنى مع سقيها بواسطة نظام الرش. أما بالنسبة لإنارة المنتزه، فقد تم اللجوء إلى استخدام تقنية الصمام الثنائي الباعث للضوء “LED” بالإضافة إلى الطاقة الشمسية.
ويروم هذا المشروع، الذي استمرت أشغال إنجازه ما يقرب من ثلاث سنوات، تعزيز طابع المدينة الخضراء لمراكش، وتطوير منتزه لـ”انزاهة” بين المدينة العتيقة والمنارة، وتوفير أجواء نباتية نموذجية (أشجار الزيتون، بساتين، أشجار النخيل، أحجار ورمال)، والحفاظ على الغطاء النباتي الموجود (أشجار زيتون ونخيل وحدائق وغيرها)، واستكمال عرض مواقف السيارات من خلال إنشاء مواقف سيارات للقرب (إحداث أزيد من 1000 موقف جديد)، وتشجيع التنقل عبر الوضع المرن (راجلون، عربات مجرورة بالخيول، دراجات هوائية، دراجات أجرة، جري).
كما يهدف إلى تحسين ظروف استضافة وتنظيم التظاهرات المؤقتة، وإدماج المنتزه الرياضي الجديد في بيئة ذات قيمة، وتوفير أماكن للاستراحة وأنشطة لجميع الفئات العمرية، والحفاظ على احتياطي عقاري من أجل تهيئات وتجهيزات لاحقة.
ويضم منتزه مولاي الحسن كذلك خمسة أرضيات للولوج على الطراز الأندلسي تسمح بولوج متعدد، وأكشاك تضم أنشطة تجارية (مطعمة صغيرة، ألعاب، مراحيض)، وحديقة فريدة من نوعها بالمغرب تضم أشجار الصبار والنباتات العصارية، وتمتد على أزيد من هكتار لتشكل واجهة نباتية مفتوحة أمام الجمهور.
من جهة أخرى، يتكون هذا المشروع من أزقة ومسارات لجميع المهام (عربات مجرورة بالخيول، راجلون، دراجات هوائية، دراجات أجرة، جري.. إلخ)، وشرفة حلزونية، وباحات للاستراحة والألعاب (الشطرنج، الكرة الحديدية)، والعديد من الملاعب الرياضية، وتهيئة خاصة لفضاءات الاستقبال الخاصة بالأحصنة قصيرة القامة والجمال المعدة للجولات.
يذكر أن مشروع “مراكش.. الحاضرة المتجددة”، الذي ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفل إطلاقه في سنة 2014، هو برنامج طموح يعكس إرادة جلالة الملك القوية في ضمان تطور متوازن ومندمج ومستدام للمدينة الحمراء، من شأنه الارتقاء بالمدينة إلى مستوى الحواضر العالمية الكبرى.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.