في معرض “نبل الورق” الذي انطلقت فعالياته يوم أمس الخميس برواق ضفاف لمؤسسة الحسن لثاني للمغاربة المقيمين بالخارج بالرباط، يقدم الفنان التشكيلي المغربي سعيد المساري، لغة فنية شبه مجازية ومبسطة من أجل خلق تواصل بين العمل الفني والجمهور.
وقال المساري في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن هذا المعرض، الذي يتضمن 42 عملا ويحتفي بالذاكرة الإنسانية، إن “موضوع الذاكرة أضحى هوسا فنيا، إنه أيضا شهادة واحتفاء بالأشخاص الذين فقدوا هذه الملكة الحيوية بسبب مرض الزهايمر”.
وأضاف المساري أن “هذا المعرض يشكل من جهة أخرى تأملا في الصراع الحديث بين الذاكرة التكنولوجية الموسوم ب(السحاب) في مجال تخزين المعلومات، والذاكرة الإنسانية التي تتقلص مساحتها شيئا فشيئا أمام الزحف الرقمي”.
وبالنسبة لهذا الفنان التشكيلي، فإن الاشتغال على الورق يتيح لمسة جديدة لتعبيراته الفنية المسنودة بانجذابه نحو هذه المادة التي تنطوي على نوع من النبل والأناقة بفضل قيمتها. “الورق مادة تحظى بالاحترام لأنها أصل الكتاب وتساهم في الحفاظ على الذاكرة الإنسانية”.
ويقول المساري الذي توجد ورشته في اسبانيا، إن معرض “نبل الورق” يقدم للجمهور المغربي أعمالا سبق عرضها في طنجة (أكتوبر – نونبر 2021)، ومتحف العاصمة ليما (بيرو).
ومن خلال تنوع تقنياته، يسعى الفنان لتوظيف لغة خاصة بلمسة أصيلة، كما هو الحال بالنسبة لعجين السيليلوز المنجز من ورق تمت إعادة تدويره وتحويله بتوظيف قوالب من الجبص، أو النقش على صفائح الزنك، أو تقنية الاوفسيت وغيرها.
وحسب وثيقة صدرت بمناسبة هذا المعرض، فإن سعيد المساري يمارس فنا متعددا ويتبنى عدة طرق للتعبير من قبيل النقوش، والتركيبات، والفيديو، والفن التصويري، والخط.
ونقلت الوثيقة عن المساري قوله إن هذا المعرض الذي يستمر إلى غاية 12 يونيو المقبل يشكل “فرصة عظيمة للتعريف بعملي واهتماماتي الفنية للجمهور المحب للفن والثقافة في الرباط والمغرب بشكل عام”.
وولد سعيد المساري في مدينة تطوان بالمغرب، ويقيم ويعمل في مدريد بإسبانيا. وتخرج من المدرسة الوطنية للفنون الجميلة في تطوان عام 1979، وحصل على إجازة من كلية الفنون الجميلة في جامعة “كومبلوتنس” بمدريد سنة 1985. وفي سنة 1987 تابع دروس مونوغرافية في الدراسات العليا بقسم تاريخ الفن، بكلية الفلسفة والأدب بجامعة مدريد المستقلة.
وخلال مسيرته الفنية، عرض في عدد من الدول، ومن ضمنها إسبانيا، وإيطاليا، وفرنسا، وألمانيا، والنرويج، والبرازيل، والمغرب.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.