قال مستشار صاحب الجلالة، السيد أندري أزولاي، أمس الاثنين بالفاتيكان، إنه “في أحيان كثيرة، ضمن مجتمع من الأمم التي تبحث عن معالم، تتم دعوة روحانياتنا إلى أرضيات الخلاف عوض مجالات القيم الكونية التي تعد محركها وسبب وجودها”.
وخلال حديثه داخل قاعة العرض بجامعة الفاتيكان البابوية المرموقة، التي تم إنشاؤها قبل خمسة قرون، سلط السيد أزولاي الضوء على “مركزية الكلمة المغربية عندما يتعلق الأمر بالاحترام والإخلاص للإرث الإبراهيمي المؤسس للوحدة، التماسك والشرعية المتفردة للحوار الديني، عندما يحمل البصمة المغربية”.
وإلى جانب أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان، الكاردينال بيترو بارولين، وسفيرة المغرب لدى الكرسي الرسولي، رجاء ناجي مكاوي، ذكر السيد أزولاي بـ “العمق التاريخي للعلاقة التي حافظ عليها المغرب على مر القرون مع الكرسي الرسولي، والتي توجت بالزيارة التاريخية التي قام بها قداسة البابا فرانسيس إلى المغرب في مارس 2019”.
وأوضح السيد أزولاي أن خارطة الطريق المقترحة على مجتمع الأمم من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس وقداسة البابا فرانسيس ضمن خطابيهما، كانت علامة بارزة وستظل كذلك في جميع أرجاء المعمور بالنسبة لملايير المؤمنين، المسلمين، المسيحيين واليهود، الذين يبحثون عن الاحترام المتبادل والسكينة، المجسدة من خلال آمال ووعود نبوءة سيدنا إبراهيم، والتي جسدها على أرض الإسلام صاحب الجلالة الملك محمد السادس وقداسة البابا فرانسيس، معربا عن امتنانه للمنظمين، الذين وضعوا المغرب في قلب هذه الندوة المخصصة لـ “الكلمة المشتركة والروحانية النشطة”.
وبالنسبة لمستشار صاحب الجلالة، فإن “هذا الاختيار لم يأت صدفة أو إرضاء لأي أحد، إنه الاعتراف الشرعي بالمسار المميز والنموذجي الذي سلكته بلادنا من أجل إعادة بناء وتعزيز توافق وطني يحمل في أرض الإسلام قيم الإنصات، المشاطرة والتقدم التي غابت في الكثير من الأماكن الأخرى”.
وتندرج هذه الندوة في إطار تخليد ذكرى الزيارتين الملكيتين التاريخيتين لكل من المغفور له الملك الحسن الثاني وصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على التوالي في العامين 1980 و2000، وفي سياق استمرارية جهود السفارة بغية تعزيز أواصر الصداقة والتعاون العريقة القائمة بين المغرب والكرسي الرسولي.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.