اليوم العالمي للمتاحف 2022 : مناسبة للتأكيد على دور المتاحف المغربية في الترويج للفن والثقافة
يسلط اليوم العالمي للمتاحف، الذي يتم الاحتفال به في 18 ماي من كل سنة، الضوء على المكانة الخاصة لهذه المؤسسات في الترويج للفن والثقافة، باعتبارها فضاءات تختزن “كنوز التحف الفنية والمنحوتات واللوحات”، وتساهم في فهم الإبداع البشري وتعزيز حرية التعبير الفنية.
وبالنسبة لسنة 2022، يحتفل اليوم العالمي للمتاحف بهذه الأماكن الثقافية في جميع أنحاء العالم، حول موضوع “قوة المتاحف” وقدرتها على تغيير روح الإنسان والعالم.
وحسب المجلس الدولي للمتاحف، فإن يدعو اليوم العالمي للمتاحف 2022 إلى استكشاف إمكانات المتاحف لإحداث تغيير إيجابي في المجتمعات من خلال ثلاث زوايا، وهي القدرة على تحقيق الاستدامة، والابتكار في الرقمنة والولوج، وتعزيز المجتمع من خلال التعليم.
وحسب نفس المصدر، فإن المتاحف هي شريك استراتيجي في تفعيل أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، ويساهم في مجموعة متنوعة من الأهداف التي تشمل تعزيز الدوائر القصيرة والاقتصاد الاجتماعي، وكذلك نشر المعلومات العلمية حول التحديات البيئة.
وبخصوص الابتكار، يعتبر المجلس الدولي للمتاحف أن المتاحف لديها القدرة على الابتكار من حيث الرقمنة والولوج، والتي أصبحت فضاءات مبتكرة حيث يمكن تطوير تقنيات جديدة وتطبيقها في الحياة اليومية.
فيما يتعلق بتعزيز المجتمع من خلال التعليم، يؤكد المجلس أنه بفضل مجموعاتها وبرامجها، تخلق المتاحف رابطا اجتماعيا ضروريا لتعزيز المجتمعات.
وفي المغرب، تقوم المؤسسة الوطنية للمتاحف، التي رأت النور عام 2011، بتنفيذ الرؤية الوجيهة والمستنيرة لجلالة الملك محمد السادس، بهدف مد المملكة بسياسة متحفية حقيقية، وإضفاء الطابع الديمقراطي على الولوج إلى الثقافة.
وأبرز رئيس المؤسسة، المهدي قطبي، في منشور على البوابة الرقمية للمؤسسة أن هذه الأخيرة تمكنت من إغناء العرض المتحفي في جميع مناطق المغرب من خلال تجديد المتاحف القائمة، وافتتاح متاحف جديدة من أجل الحفاظ على التراث الوطني وعرضه والترويج له، ونقله للأجيال القادمة.
وبالفعل، فقد قامت المؤسسة الوطنية للمتاحف، في السنوات الأخيرة، بالتقريب بين الفن والجمهور العام من خلال برنامج طويل الأمد، بهدف دمقرطة الولوج إلى الثقافة وتعزيز عشق المتاحف المصحوب بالانغماس الحسي.
ويعكس هذا البرنامج، الذي تم إنجازه داخل متاحف المؤسسة، جدية هذا التدبير القائم على النتائج، لتجديد مكانة المتحف باعتباره أحد أجمل الاختراعات في القرون الماضية.
ونظمت المؤسسة الوطنية للمتاحف العديد من التظاهرات الكبرى في المغرب وفي الخارج، بما في ذلك معارض “دو لاكروا، ذكريات رحلة إلى المغرب”، و”وعود الفن: مشهد فني حالي”، و”إفريقيا بعيون مصوريها، من مالك سيديبي إلى الآن”، بالإضافة إلى المعرض الفريد من نوعه “حول أعمدة هرقل”، الذي سيقام في 24 من ماي في المتحف الأثري الوطني بمدريد.
كما تولي المؤسسة اهتماما خاصا للتعاون المتحفي. حيث تم إبرام آخر شراكة في نهاية شهر مارس مع والمجلس الدولي للمتاحف الإسرائيلي. ويتعلق الأمر بمذكرة تفاهم لتعزيز الروابط المهنية والثقافية بين المؤسستين ودعم تبادل المعرفة في مجال علم المتاحف والتراث الثقافي.
وهكذا، تشكل المتاحف أماكن للاحتفال بالعبقرية الإبداعية، وتستعيد تاريخ الفن البشري الذي يعود إلى ألف عام، حيث تعرض أعمالا تخيلها فنانون من شتى مشارب الحياة، لذلك أصبح من الضروري تعزيز دورها داخل المجتمع، من أجل تقريب الثقافة والفن من المواطنين وجعلهام رافعة للتنمية المستدامة.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.