أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، اليوم الأربعاء، الحاجة إلى الاستثمار في الشباب وفتح أبواب الاقتصاد الوطني أمامه للاندماج في سيرورة الإنتاج التي ستتضاعف عشرات المرات.
وأبرز السيد بنسعيد في كلمة بمناسبة افتتاح الدورة التأسيسية لملتقى مجلس المستشارين للشباب المغربي، الذي ينظم حول موضوع “أية سياسة ترابية جهوية للشباب؟، أن الشباب يعتبر أكثر نشاطا وقدرة على العطاء ومفعما بالأمل والطموح والطاقات، وأنه إذا تم فتح أبواب التطور والتقدم أمام هذه الفئة فإنها ستحقق الكثير للبلاد والوطن ولنفسها.
وأضاف بالمقابل، أنه إذا تم تهميش فئة الشباب و”مواجهتها بسياسة اللامبالاة، والتنقيص من قدراتها وتحطيم طموحاتها، فإن الأثر العكسي والسلبي لذلك على المجتمع وعلى الدولة سيكون كبيرا وخطيرا، خاصة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي”.
وشدد على ضرروة تغيير النظرة السائدة عن الشباب، وعدم اعتبارهم عبئا على الاقتصاد أو سببا في الأزمة، موضحا أنه يتعين النظر إلى هذه الفئة المهمة كفرصة للخروج من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها المجتمع.
وذكر بهذه المناسبة بالخطب الملكية السامية والأهمية التي يوليها جلالة الملك للشباب بالخصوص، والتي تعتبر بمثابة خارطة طريق للحكومة التي تعتمد في طريقة اشتغالها على برنامجها الاجتماعي، إضافة إلى خلاصات النموذج التنموي الجديد.
وتابع أن نتائج هذا البرنامج بدأت تظهر منذ الأشهر الأولى، وذلك عبر إطلاق برامج اقتصادية للشباب مثل برنامج أوراش وبرنامج فرصة التي تستهدف فئتين من الشباب، فئة تبحث عن فرص عمل مؤقتة تسهل عليها في ما بعد الاندماج في سوق الشغل، وفئة تبحث عن الاستثمار وإنجاز المشاريع وتنزيل أفكارها الإبداعية.
كما أطلقت الوزارة، يضيف المسؤول الحكومي، عددا من البرامج الرامية إلى النهوض بمكانة الشباب وتغيير تعامل المؤسسات مع هذه الفئة، خاصة الخدمات التقليدية التي لا تساير تطور العقليات في المجتمع أو تلك المقدمة للشباب عبر العالم، من خلال تطوير دور الشباب سواء من ناحية البنية التحتية أو طرق التدبير والتسيير.
وتوقف الوزير، كذلك، عند الأهمية الكبيرة التي توليها الوزارة إلى مجال الـ Gaming لما تمتلكه هذه السوق الدولية من فرص كبيرة للتشغيل الذاتي، وكذلك مجال المعلوميات وتطوير التطبيقات مثل الCoding لما يمكن لمثل هذا النوع من التكوينات، التي سيتم اقتراحها في النوادي النسوية كذلك، من استقطاب لشركات تطوير الألعاب الإلكترونية وبالتالي خلق فرص شغل جديدة وحديثة.
وشدد على أن العمل منصب حاليا على جعل المراكز الثقافية منبعا للمواهب الشبابية في مختلف الفنون، وذلك بتجديد هذه المراكز وتطوير بنياتها التحتية وفتحها أمام الفنانين الشباب من أجل القيام بالعروض الموسيقية والتشكيلية والجسدية عبر الجولات الوطنية التي ستمكن من تحقيق أهداف متعددة، منها، تمكين الفنانين الشباب من مداخيل، وتقوية الصناعات الثقافية وخلق فرص شغل جديدة، وكذلك خلق الرواج الثقافي الذي يحتاجه المواطنون ويطالبون به في كل المناطق والجهات.
ويسعى مجلس المستشارين من خلال هذا الملتقى، الذي يعرف مشاركة أزيد من 300 شابة وشاب مغربي أقل من 30 سنة يمثلون مختلف الهيآت السياسية والنقابية والجمعوية بمختلف جهات المملكة، إلى المساهمة في الرفع من مستوى حكامة البرامج والمشاريع الاقتصادية والاجتماعية المتعلقة بالشباب في بعدها الجهوي وامتدادها الترابي، وتوسيع الإطار المؤسساتي لتعزيز المشاركة الديمقراطية للشباب على المستوى المركزي والترابي.
كما يهدف إلى تشجيع الطرق المبتكرة والحديثة لتعزيز الحوار بين الشباب والسلطات العمومية والجماعات الترابية من جهة، ومؤسسات الحكامة من جهة أخرى، وتعزيز الاجتهاد الجماعي الكفيل بوضع الآليات التي تمكن من إدماج حاجيات الشباب وانتظاراتهم كأولوية في أجندات مراكز صناعة القرار على المستوى الترابي من جهة، وآليات تقييم وقياس أثر السياسات العمومية الترابية على الشباب من جهة أخرى.
و م ع