اختتمت، اليوم الأربعاء، بمراكش، أشغال دورة 2022 للقمة الأورو – متوسطية للمجالس الاقتصادية والاجتماعية والمؤسسات المماثلة، يعد يومين من النقاشات المكثفة والتبادلات، وبلورة سلسلة من المقترحات من أجل مستقبل هذا الفضاء المشترك.
ووفرت هذه القمة، التي عرفت مشاركة مجالس اقتصادية واجتماعية ومؤسسة مماثلة من 30 بلدا، الفرصة لمناقشة سبل تخفيف وطأة الأزمة، وإعادة البناء الاقتصادي والاجتماعي، بالإضافة إلى مختلف الفرص التي كشفت عنها جائحة (كوفيد – 19)، بهدف تعزيز التنمية المستدامة في المنطقة الأورو – متوسطية.
كما شكل هذا اللقاء، الذي نظم تحت شعار “كوفيد – 19: دور المجتمع المدني في إعادة بناء المنطقة الأورو – متوسطية وتعزيز قدرتها على الصمود “، فرصة لتبادل الأفكار والنقاش حول دور هيئات المجتمع المدني، ومساهمة الرقمنة وآفاق التعاون الأورو- متوسطي، من أجل صمود أفضل، وتحقيق انتعاشة لمرحلة ما بعد كوفيد في المنطقة.
وقال رئيس لجنة التتبع الأورو متوسطية التابعة للجنة الاقتصادية والاجتماعية الأوروبية، إيوانيس فارداكاستانيس، في كلمة بالمناسبة، إن الفضاء المتوسطي يزخر بإمكانات هائلة في مجال الطاقات المتجددة، الكفيلة بتمكينه من إنجاح الانتقال الطاقي الضروري للحد من التغيرات المناخية، لا سيما في هذا الفضاء المعرض لسلسلة من الإشكالات البيئية، ومن بينها ندرة المياه وتآكل الساحل.
وأوضح أن القمة الأورو- متوسطية تعد آلية أساسية للحوار والتبادل لمواكبة المسلسل الأورو – متوسطي، وتحسين الرفاه الاجتماعي والبيئي، داعيا إلى تعزيز التعاون داخل هذا الفضاء، بالنظر إلى الإمكانات غير المستغلة للتعاون الأورو – متوسطي.
من جهته، أكد عضو مكتب المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، محمد العلوي، أن “هذا اللقاء يمثل لجمعياتنا الاستشارية في إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط، موعدا هاما لإسماع أصواتنا بشأن إعادة تنشيط تعاوننا وبحث أنسب الوسائل لبناء فضاء لسلام وازدهار مشتركين لساكنة الفضاء الأورو – متوسطي “.
وأضاف أن النقاشات كانت غنية للغاية، وستكون مفيدة من أجل إعادة تحديد أوليات بلدان هذا الفضاء، ومقارباتها وشراكاتها بهدف تجاوز التحديات المطروحة على الحوض المتوسطي، ولاسيما تقليص التفاوتات القائمة بين ضفتيه على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، مشيرا إلى أن الدروس المستفادة من تدبير هذه الجائحة تدفع إلى إعادة النظر في النماذج التنموية لهذه البلدان، وإلى إعادة هيكلة منظوماتها الصحية، وتلك الخاصة بالحماية الاجتماعية ونمط الإنتاج.
وأضاف “نحن مقتنعون بالمؤهلات غير المستغلة للتعاون الأورو – متوسطي، لأنه يتعين تقوية مستوى الاندماج بين الضفتين، وتحسينه وتسهيله إذا أردنا المزيد من التبادل والالتقاء بين شعوبنا”، مؤكدا أن “الانتقال الطاقي والتحول الرقمي يمثلان موضوعين مهمين لتحقيق تعاف اقتصادي ناجح ذي آثار اجتماعية وبيئية قوية على فضائنا المشترك”.
وتضمن جدول أعمال هذه القمة، التي نظمت بشكل مشترك من قبل اللجنة الاقتصادية والاجتماعية الأوروبية، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بالمغرب، جلسة استثنائية تمحورت حول تقرير بخصوص تدبير الكوارث في المنطقة المتوسطية، بالإضافة إلى جلسة عامة تعلقت بمواضيع “كوفيد – 19: دور المجتمع المدني في إعادة بناء المنطقة الأورومتوسطية وتعزيز قدرتها على الصمود “، و”شراكة متجددة مع الجوار الجنوبي”، و”الشبكات بالمنطقة الأورو-متوسطية – تطوير التعاون الإقليمي”.
وتضمن اللقاء أيضا ورشات همت مواضيع من قبيل “طريق الانتعاش الاقتصادي”، و”التخفيف من التأثيرات الاجتماعية لكوفيد – 19″، و “تأثير كوفيد- 19 والحرب في أوكرانيا على التنمية المستدامة بالمنطقة الأورو -متوسطية”.
جدير بالذكر أن مصر ستحتضن، سنة 2023، القمة الأورو- متوسطية المقبلة للمجالس الاقتصادية والاجتماعية والمؤسسات المماثلة.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.