اختتمت، مساء أمس الأحد بورزازات، فعاليات الدورة العاشرة للمهرجان الوطني لفنون أحواش، بتقديم أهازيج ورقصات من قبل مجموعات تراثية لها صيت وطني ودولي.
وتعرف الجمهور على فرق من فن أحواش، قدمت عروضا أبهرت الحاضرين الذين حجوا بكثافة إلى “قصبة تاوريرت” التاريخية التي احتضنت فقرات مميزة لهذه المجموعات التراثية.
وتشتهر هذه الفرق بمساهماتها الكبرى في إحياء هذا الفن العريق، وسبق للعديد منها المشاركة في تنشيط مهرجانات دولية، باعتبارها رائدة في مجال فنون أحواش بمختلف تلاوينه.
ويتعلق الأمر، على الخصوص، بفرق “أحواش تكلوا تامداخت”، و”أحواش سيدي داود”، و”أحواش أكلكال”، و”أحواش تسينت”، وفرقة “تازرزيت”.
وأدت هذه الفرق رقصات فلكلورية لها طابع تراثي وتأريخي لعادات الجنوب الشرقي، من قبيل رقصة الخطوبة ورقصة الخنجر الذي يتم الاهتمام به لكونه يظل حاضرا في مختلف لحظات الرقصة.
وتسعى هذه الفرق إلى الحفاظ على اللباس التقليدي المحلي وعلى الموروث الفني المغربي وجعله رصيدا ثقافيا مشتركا، مع التركيز على تعزيز التنوع الفني لأحواش على المستويات الوطنية والدولية.
وعرفت هذه الدورة، التي نظمتها وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشاركة أزيد من 1100 فنانة وفنان، ينتمون إلى جهات درعة تافيلالت، وكلميم واد نون، وسوس ماسة، ومراكش آسفي، حيث قدموا لوحات فنية طيلة أيام المهرجان بأربع ساحات كبرى بمدينة ورزازات.
واختير للدورة، التي نظمت بشراكة مع عمالة إقليم ورزازات، ومجلس جهة درعة تافيلالت، والمجلس الجهوي للسياحة بجهة درعة تافيلالت، والمجلس الإقليمي لورزازات والمجلس الجماعي بالمدينة، شعار “فنون أحواش إرث ثقافي وحضارة عريقة”.
وشاركت أيضا فرق تراثية عريقة، ضمنها “أحواش تماست” بورزازات، و”أحواش أفوس غوفوس” بكلميم، و”أحواش إيمنتانوت” و”أحواش الطفل” بأكدز، وفرقة “تامونت ونتجكال” بتازناخت، وفرق شبابية وأخرى للأطفال، “تشجيعا للأجيال الصاعدة على ممارسة هذا الفن، والإلمام بقواعده والحفاظ عليه”.
كما جرى خلال الدورة تكريم عدد من رواد أحواش الذين قدموا عطاءات مهمة من أجل استمرار هذا الفن الأصيل والحفاظ على موروثه الثقافي الضارب في جذور الجنوب الشرقي للمملكة، اعترافا بحاملي هذا التراث اللامادي، وتكريسا لثقافة التميز الفني.
ونظم أيضا استعراض فني (كرنفال)، ومعارض وورشات وأمسيات فنية تراثية، في سياق العناية بهذا التراث الثقافي اللامادي وتقريبه من الجمهور، وصيانته والحفاظ عليه من الزوال.
كما نظمت ندوة حول موضوع “فنون أحواش .. إرث ثقافي وحضارة عريقة”، بمشاركة أساتذة مختصين، وباحثين ومهتمين بهذا الموروث الثقافي، أكدوا خلالها أن فن أحواش العريق بدأ يلج العديد من المواقع التي تتيح له الانتشار بشكل واسع، لاسيما مع لجوء المجموعات الفنية إلى وسائل التواصل الاجتماعي التي مكنتها من التعريف به وبفرادته.
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.