تتجه أنظار عشاق كرة القدم المغربية عموما و البيضاوية على وجه الخصوص ،غدا الخميس ( الخامسة مساء) ،صوب ملعب المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء، الذي سيحتضن قمة حارقة بين نادي الوداد، المتصدر، ومطارده المباشر الرجاء الرياضي، تندرج ضمن مباريات الدورة 25 من البطولة الوطنية الاحترافية “إنوي” لكرة القدم، وذلك في ديربي كلاسيكي( رقم 132 ) يعد بالفرجة و المتعة، و يشكل منعرجا هام في تحديد ملامح هوية الفريق الاكثر استعدادا للظفر بلقب بطولة الموسم الكروي الجاري.
ورغم أن المباراة ستلعب أمام مدرجات فارغة تنفيذا لقرار لجنة التأديب التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم القاضي بمنع فريق الرجاء من اللعب أمام جمهوره لمباراتين متتاليتين بسبب أحداث الشغب التي شهدها ملعب الفوسفاط (الجولة24)، إلا أن الديربي البيضاوي يظل الطبق الكروي الذي لطالما قدم الكثير من الإثارة، بل إنها المباراة التي يمكن أن تحدد معالم بطل الموسم الجاري.
ويأمل الوداد الرياضي ، الذي يخوض مباراته الرسمية الأولى بعد تتويجه بطلا لأفريقيا على حساب الأهلي المصري ، تكرار سيناريو سنة2017 حين نجح بقيادة مدربه السابق الحسين عموتة في التتويج بلقبي دوري أبطال أفريقيا والبطولة الاحترافية، غير أن مهمته لن تكون سهلة في مواجهة الرجاء، الفريق الذي لا يريد أن ينهي الموسم خاوي الوفاض.
وبعد خسارة لقب السوبر الأفريقي وخروجه من ربع نهائي مسابقة دوري الأبطال ضد الأهلي المصري، يسعى الرجاء إلى وقف النزيف، وإرضاء جمهوره بإهدائه لقبي البطولة الاحترافية وكأس العرش، لكن ذلك يمر حتما عبر تجاوز الفريق الأحمر، الفريق الذي تمرس على أسلوب اللعب الذي يعتمد على سد المنافذ أمام المنافس.
ويملك الوداد سجلا متميزا في العام الجاري، إذ تفادى الهزيمة خلال 18 مباراة الأخيرة التي لعبها في مختلف المسابقات. بالمقابل يبدو الرجاء عازما على تدارك ما فاته، بعد أن تلقى هزيمة غير متوقعه في الجولة24 من البطولة الاحترافية إثر خسارته بنتيجة 1-0 ضد مضيفه سريع وادي زم، مما كلفه توسيع فارق النقط عن الوداد.
ويدخل الأخير المباراة، وهو يتصدر ترتيب البطولة الاحترافية بـ53 نقطة، ويطمح إلى تحقيق الفوز رقم 17 في بطولة هذا الموسم لتوسيع الفارق عن منافسه التقليدي، الرجاء إلى 7 نقط، وبالتالي الاقتراب أكثر من الحفاظ على اللقب الذي بحوزته. لكن هذا السيناريو هو ما يراهن فريق الرجاء على إفشاله، إذ أن من شأن فوز زملاء محسن متولي بنقط المباراة، تقليص الفارق إلى نقطة واحدة، على بعد خمس جولات من نهاية الموسم.
وخلال فترة توقف التوقف الدولي للبطولة الاحترافية أجرى الرجاء ثلاث مباريات ودية، كانت بمثابة فرصة أمام الطاقم التقني للفريق للوقوف على جاهزية اللاعبين وتصحيح مكامن الخلل.
ويدرك لاعبو الرجاء الذي يتزامن موعد المباراة مع انتخاب رئيس جديد سيتولى قيادة الفريق بدلا من رئيسه الحالي أنيس محفوظ، أن ليس أمامهم أي خيار سوى الفوز، الذي من شأنه أن يمنح الفريق شحنة معنوية جديدة تمكنه من خوض تحديات موسم شاق ومرهق.
وباستثناء غياب لاعبيه الليبي مؤيد اللافي يدخل الوداد البيضاوي، المتوج بلقب دوري أبطال افريقيا، المباراة بصفوف مكتملة، إذ التحق أيمن الحسوني، الذي كان أصيب في المباراة الودية الأخيرة ضد أولمبيك آسفي، بتداريب الفريق. وكذلك الشأن بالنسبة لأيوب العملود الذي كان غادر التجمع التدريبي للمنتخب المحلي بسبب إصابته بفيروس كوفيد-19.
وإضافة إلى الثلاثي يحيى عطية الله، ويحيى جبران، وأشرف داري الذي شارك في المباراة التي جمعت المنتخب المغربي بنظيره الليبيري (تصفيات أمم افريقيا)، فإن الكونغولي غي مبينزا، هداف البطولة الاحترافية بـ12هدف، التحق بدوره بتداريب الفريق. فيما تحوم الشكوك حول إمكانية اعتماد وليد الركراكي، مدرب الوداد على أمين فرحان، لاعب خط الدفاع بسبب معاناته من مرض ألم به.
من جهته، استقر رشيد الطاوسي، على أسماء 22 لاعبا، شاركوا في التجمع التدريبي الذي أقامه الفريق في الصخيرات. وفضل مدرب الرجاء إبعاد لاعبي الفريق عن الضغط الذي يسبق عادة مباريات الديربي حتى يتسنى للفريق الاشتغال بهدوء قبل المباراة التي ينتظر أن تحدد ملامح بطل الموسم.
وإضافة إلى أنس الزنيتي، الذي شارك مع المنتخب المغربي في تصفيات أمم افريقيا، سيمكن لمدرب الرجاء الاعتماد على زكرياء الوردي، العائد من فترة غياب استمرت ثلاثة أشهر عقب إجرائه عملية جراحية على مستوى الركبة. إضافة إلى جمال حركاس، وعمر العرجون، اللذان غابا عن آخر مباريات الفريق. بالمقابل استبعد الطاوسي ستة لاعبين من الفريق. ويتعلق الأمر بمحمد المورابيط، وكاديما كابانغو، ومحمد سوبول، وأسامة سوكحان، عبد الصمد البدوي، وأمير الحداوي.
وعلاوة على الديربي الحارق بين الغريمين الرجاء و الوداد ،ستكون الدورة 25 من البطولة الوطنية الاحترافية حبلى بمواجهات قوية لعل أبرزها اللقاء الذي سيجمع الجيش الملكي الطامح للمشاركة في المنافسات الافريقية و حسنية أكادير الذي يصارع للافلات من المنطقة المكهربة ، ثم مباراة سريع وادي زم المتشبث بأمل النجاة من الهبوط ضد الشباب الرياضي السالمي الساعي لتأكيد مكانته في قسم الصفوة.
و م ع