بدأ ضيوف بيت الله الحرام أداء مناسك الحجّ في اليوم الثامن من شهر ذي الحجّة ويُسمّى بيوم التروية، الذي يوافق يوم الخميس 7 يوليوز، اقتداءً بسنة المصطفى – صلى الله عليه وسلم، محرمين على اختلاف نسكهم، متمتعين وقارنين ومفردين.
واستمر ضيوف الرحمن في التوافد إلى مشعر منى اليوم، ليشهدوا يوم التروية، حيث يستقر مليون حاج في هذا المشعر في ظل ستعدادات مكثفة لكافة الجهات الحكومية والخدمية في تنفيذ خطة تصعيد ضيوف الرحمن إلى المشعر، وقضاء يوم التروية وسط أجواء روحانية وسكينة، في حين تهيأ مشعر منى بكافة الخدمات والتجهيزات، استعداداً لضيوف الرحمن.
ويُعد مشعر منى أول محطات مناسك الحج في المشاعر المقدسة، ويقضي الحجاج في هذا المشعر يوم التروية وليالي التاسع والحادي عشر والثاني عشر من ذي الحجة لمن يتعجل، وليلة الثالث عشر لمن يتأخر.
ويعتبر مشعر منى ذا مكانة تاريخية ودينية، فبه رمى نبي الله إبراهيم عليه السلام الجمار وذبح فدي إسماعيل عليه السلام، ويقع المشعر داخل حدود الحرم بين مكة ومشعر مزدلفة على بعد 7 كلم شمال شرقي المسجد الحرام، ويحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكن إلا مدة الحج، ويحده من جهة مكة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسر.
ويشتهر المشعر بمعالم تاريخية منها مسجد الخيف الذي صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء من قبله، وكذلك مسجد البيعة والشواخص الثلاثة التي تُرمى، ومن الأحداث التاريخية الشهيرة التي وقعت في منى بيعتا العقبة الأولى والثانية.
وأعلنت السعودية، الشهر الماضي، أنها ستسمح لنحو مليون شخص بأداء مناسك الحج هذا العام من داخل وخارج المملكة، في زيادة كبيرة لأعداد الأشخاص المسموح لهم بأداء المناسك بعد عامين من القيود الصارمة بسبب فيروس كورونا.
وشملت شروط حج 2022 أن يكون الحاج من الفئات العمرية أقل من 65 عامًا، وأن يكون استكمل تلقي جرعات اللقاح المعتمدة ضد فيروس كورونا في المملكة، كما أن الأولوية كانت لمن لم يسبق له أداء فريضة الحج؛ لإعطاء فرصة لأكبر قطاع من المسلمين حول العالم.
و م ع