أكدت وزيرة الاقتصاد والمالية، السيدة نادية فتاح العلوي، اليوم الثلاثاء، بمراكش، أن منصة الاستثمار الأفريقية في البنيات التحتية “أفريكا 50″، مدعوة إلى الاضطلاع بدورها كاملا كمحفز للاستثمارات، وقوة محركة لتنمية افريقيا.
وقالت السيدة فتاح العلوي، في كلمة ألقتها خلال الجلسة الافتتاحية للجمعية العامة للمساهمين في “أفريكا 50″، الحدث المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إن ” أفريكا 50، وبدعم من مساهميها والمؤسسات الدولية العاملة في هذا الاتجاه، مدعوة إلى الاضطلاع بدورها كاملا كموجه، ومحفز للاستثمارات وقوة محركة لتنمية افريقيا”.
وأقرت السيدة فتاح العلوي، وهي أيضا الرئيسة المشاركة لمجلس إدارة “أفريكا 50″، بأن التحدي يبقى “كبيرا جدا، لكن هناك أمل، لأنه من الواضح أننا لن نتوصل أبدا إلى بناء العالم المزدهر والعادل الذي نتوق إليه جميعا، بدون افريقيا”.
وأشارت الوزيرة، في هذا الاتجاه، إلى أن هذه الجمعية العامة “تنعقد في لحظة حاسمة، حيث نحن في حاجة إلى ردود قوية، مبتكرة وجريئة لتسريع وتيرة إنجاز بنيات تحتية في إفريقيا”.
واعتبرت أن تجسيد أوراش ذات الأولوية بالنسبة لإفريقيا، في سياق الانتعاش ما بعد (كوفيد 19)، يتطلب تعبئة موارد كبيرة، والتي لا يمكن للدول وحدها تأمينها .
وسجلت أنه “بالنظر إلى حجم المشاريع التي يتعين إنجازها، فإن الماليات العمومية لن تكون قادرة لوحدها على تمويل تنمية القارة، خاصة وأن هذه الأخيرة قد استنزفت بشكل كبير بسبب أزمة كوفيد -19 “، معتبرة أنه من الضروري اللجوء إلى رؤوس الأموال الخاصة، على الصعيدين الوطني والدولي على وجه الخصوص، لرفع هذه التحديات الإفريقية وإدراج عملية التمويل ضمن منطق للشراكة بين القطاعين العام والخاص.
ودعت الوزيرة، في هذا الاتجاه، إلى تعزيز مرونة الاقتصادات الأفريقية للاستجابة لرهانات تنمية مستدامة وشاملة، من خلال دعم قوي ومضطرد لقطاعات تحظى بالأولوية، لا سيما في مجال البنيات التحتية.
وقالت “وهكذا، فإن البلدان الافريقية، على غرار المغرب، لديها احتياجات كبيرة في مجال البنيات التحتية. علاوة على ذلك، ووفقا لأجندة 2063، تطمح افريقيا إلى إرساء بنيات تحتية من مستوى عالمي قصد تشجيع الربط القاري”، مضيفة أن هذه الاستثمارات ستكون أكثر أهمية حيث يشهد عالم اليوم تغييرات كبيرة في مجال إعادة هيكلة سلاسل القيم العالمية.
وذكرت الوزيرة، في هذا الاتجاه، بأنه بالنسبة للمغرب فإن “الرؤية في مجال التعاون مع البلدان الأفريقية الأخرى ليست وليدة اليوم، بل بالعكس فقد ارتقى بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى أعلى قمة، منذ عدة سنوات”.
وقالت السيدة فتاح العلوي إن “التعاون بين المغرب وإفريقيا يكتسي، بالفعل، أهمية خاصة. فالروابط الفريدة والتاريخية التي تجمعنا عملت لصالح توطيد أقوى للعلاقات المغرب متعددة الأشكال داخل أسرته الأفريقية”.
وتابعت أن تقوية التعاون الاقتصادي وجد ترجمته في تكثيف التدفقات التجارية والاستثمارية، مضيفة أنه تم إنجاز استثمارات هامة من قبل العديد من المقاولات المغربية تعمل في مختلف القطاعات، مثل البنوك، والتأمينات، والاتصالات والبناء والأشغال العمومية، والطاقة والفلاحة وغيرها، وهو ما جعل من المملكة أحد المستثمرين الأفارقة الرئيسيين في القارة.
واعتبرت الوزير أن هذا التعاون مدعو إلى أن يتسارع بشكل أكبر، بعد إرساء منطقة التبادل الحر القارية الافريقية، التي ستسمح لكافة الأطراف من الاستفادة من مختلف الفرص التي يمنحها اندماج أكثر عمقا ومتقدم لإفريقيا
وتعرف الجمعية العامة، المنعقدة تحت شعار “انتعاش سريع ومرن”، مشاركة العديد من وزراء المالية الأفارقة، وكذا مسؤولين حكوميين آخرين، وكذا مسيري مؤسسات، ودبلوماسيين، ورؤساء مقاولات من المغرب، وافريقيا، ومن خارجها.
وتجدر الإشارة إلى أن “أفريكا 50” هي عبارة عن منصة استثمارية، أنشأها رؤساء الدول الافريقية والبنك الأفريقي للتنمية، وتتمثل مهمتها في تطوير مشاريع البنية التحتية ذات الأثر التنموي الكبير والاستثمار فيها، من خلال تعبئة الأموال العمومية والخاصة، مع اقتراح عائد جذاب للمستثمرين.
و م ع