المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء 2022 : إحياء المسرح محور مائدة مستديرة بكلية الآداب
التأم باحثون وفنانون في مائدة مستديرة نظمت مساء أمس الإثنين بالعاصمة الاقتصادية لتدارس سبل إعادة البريق لأب الفنون في ظل التحديات والإكراهات التي تطرحها الجائحة.
المائدة التي حملت عنوان “إعادة إحياء المسرح” ونظمتها كلية الآداب بنمسيك (جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء) في إطار فعاليات الدورة ال34 من المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، طرحت خلالها أراء وتصورات بشأن عودة توهج المسرح.
وبهذه المناسبة، اعتبر رئيس المهرجان السيد عبد القادر كنكاي، أن موضوع “إعادة إحياء المسرح” فرض نفسه، نظرا للصعوبات والتحديات المطروحة بسبب جائحة كورونا على جميع الأنشطة الإنسانية، بما في ذلك الفن بشكل عام والمسرح بشكل خاص، مبرزا أن الهدف يكمن في فتح نقاش حول مستقبل الفن والمسرح.
وأضاف السيد كنكاي، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، أن المسرح اجتاز خلال الأزمة الصحية مرحلة عصيبة تأقلم معها عشاق هذا اللون الفني، مضيفا أنه حان الوقت للعمل على إعادة إحياء المسرح والفنون المرتبطة به التي تأثرت بدورها (الكتابة والغناء والتمثيل والرقص…).
وتابع أن النقاش بين المهتمين والمبدعين والفنانين ينصب حاليا حول السبل التي من شأنها إعادة أب الفنون، الذي يعتبر مفترق طرق العديد من الألوان الفنية، إلى سابق عهده.
واعتبر أن الآراء والنقاشات حول الطرق التي من شأنها إعادة المسرح إلى تألقه السابق تعددت، فمنها من يرى ضرورة إخراج المسرح من فضاءات المسارح المغلقة إلى الفضاء العمومي وأخرى ترى في التكنولجيات الحديثة بديلا.
وأشار إلى أنه رغم هذه الطرق البديلة المقترحة، فإن الفنان يعتبر أن هذه البدائل لم تتمكن من توفير الشروط الأساسية للممارسة المسرحية التي تنبني على ثنائية الخشبة والجمهور والعلاقة الحميمية والتفاعلية بينهما، والتي تكسرت خلال هذه الفترة المرتبطة بالأزمة الصحية.
من جهته، سجل السيد رشيد أمحجور مدير قصر الثقافة والفنون بطنجة، في مداخلته المعنونة “إعادة تصور الممارسة المسرحية بالمغرب والعالم العربي”، أنه لم يتم بعد استيعاب وفهم النظرية والممارسة المسرحية على مستوى التكوين والأداء والإخراج.
وأضاف أن المسرح ظل كأنه يعيش “شبه حصار” مما جعله لا يعرف أي تطور، مشيرا إلى أن الإنتاجات المسرحية العربية لا ترتقي إلى مستوى مثيلاتها في الغرب حيث منشأ أب الفنون.
وبالنسبة لأمحجور، الباحث والمخرج المسرحي، فإن المشكل يكمن في عدم استيعاب الممارسة المسرحية تنظيرا وتطبيقا، مشيرا إلى أن هذا يطرح مشكل إعادة خلق تصورات تكوينية على العديد من المستويات منها الكتابة المسرحية والإخراج والاشتغال على كل المكونات المسرحية.
من جانبه، اعتبر المدير الفني للمهرجان هشام زين العابدين، أنه مع الجائحة لوحظ أن هناك نقصا في الفرجة بصفة عامة، مشيرا إلى أن المتضرر في المقام الأول هو المسرح ومن هنا، يضيف المدير الفني، يأتي ابتكار بعض الأنواع من الفرجة التي لا يمكن تسميتها بمسرح قائم بذاته، ولم يكن هذا الخلق الجديد بالصفة المطلوبة.
وتابع أن هذه الندوة تعمل على تسليط الضوء على هذه الأشكال المبتكرة وكذا المساهمة في إعادة البريق للمسرح حتى يؤدي وظيفته الثقافية والمجتمعية والتربوية.
واعتبر المنظمون في ورقة تقديمية أنه منذ بداية الجائحة والإغلاق المتكرر لم يتوقف المسرح أبدا ولم يتوقف الفنانون عن ابتكار مشاهد حقيقية وافتراضية جديدة .. لقد تتبعنا أشكالا فرجوية مختلفة.. أشرطة الفيديو، وعروض في أماكن مفتوحة وفي الطوابق تحت أرضية وفي الشوارع، وفي الأماكن التي يسمح فيها بالتجمعات بالإضافة إلى السجون والمدارس.
في هذا السياق، يضيف المصدر ذاته، فكر كثير من الناس بجدية في التحولات المحتملة في المسرح بعد فترة الوباء، وإمكانيات إعادة خلق الإبداع المسرحي وسيناريوهات الالتقاء بالجمهور.
تجدر الإشارة إلى أن نسخة هذه السنة من المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء التي تقام إلى غاية 28 يوليوز الجاري، تتميز بمشاركة دولية من آسيا (كوريا الجنوبية وبنغلاديش وإندونيسيا)، وأوروبا (ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا)، وأفريقيا (الكاميرون والسنغال)، والعالم العربي (تونس ومصر وسلطنة عمان)، وأمريكا الجنوبية (أوروغواي والمكسيك)، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية والمغرب.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.