أكد سفير المغرب بتنزانيا ، السيد زكرياء الكوميري ، أن الذكرى ال23 لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه المنعمين ، تشكل مناسبة للاحتفاء برؤية ملكية مستنيرة مكنت من التحول نحو مغرب الغد.
وقال السفير المغربي في مقال نشرته يومية (دايلي نيوز ) التنزانية بمناسبة تخليد ذكرى عيد العرش المجيد ، إن المشاريع المنجزة بالمملكة منذ 23 سنة ليست إلا بداية لإستراتيجية طويلة المدى تروم جعل المغرب منصة إقليمية وقارية.
وأضاف أنه بفضل سياسة تنموية شاملة ، أحرزت البلاد تقدما كبيرا واستثمرت بشكل كبير على مستوى الجهود والأموال لتسحين تنافسيتها وجاذبيتها في المجالين الاقتصادي والمالي ، موضحا أنه تحت قيادة صاحب الجلالة، أطلق المغرب اصلاحات هيكلية مع اعتماد مخططات برامج ومخططات خاصة لكل قطاع اقتصادي .
وأبرز أن ” بناء مسار أخضر نحو المستقبل ” هو العملة المعتمدة للحفاظ على دينامية سياسة اقتصادية مسؤولة تتجه نحو المستقبل ، مذكرا بأن المغرب يتموقع كرائد إفريقي في مجال التنمية والطاقة المستدامة بهدف التقليص من آثار التغير المناخي.
وأضاف أن المغرب اليوم يعد أحد أهم أسواق الطاقات المتجددة ، مؤكدا أن المملكة حددت هدفا طموحا يتمثل في التوصل إلى انتاج 52 في المائة من طاقتها بفضل الموارد المتجددة في أفق 2030 .
وفي ما يتعلق بالبنيات التحتية والابتكار ، أشار الدبلوماسي المغربي بالأساس ، إلى إطلاق صاحب الجلالة قطار البراق، كأول قطار فائق السرعة في إفريقيا المسمى، وكذا برنامج الفضاء الذي قرره جلالة الملك في 2013 ، والذي مكن من إطلاق قمرين اصطناعيين وهما “محمد السادس –أ ” في 2017 و” محمد السادس – ب ” في 2018 ، لافتا إلى أن ” المغرب يعد أول بلد إفريقي يمتلك مركبة فضائية من مستوى عال “.
وعلى المستوى الاجتماعي ، أشار السيد الكوميري ، إلى أن مسألة الهجرة جزء لا يتجزء ضمن سياسة المغرب انطلاقا من وضعيته كبلد عبور ومنشأ ووجهة ، وتطرق في هذا الصدد ، إلى إحداث المرصد الإفريقي للهجرة بالرباط .
وذكر السفير المغربي بأن 50 ألف مواطن من بلدان إفريقية شقيقة وصديقة استفادوا من عملية تسوية أوضاعهم وتحسنت وضعيتهم الإدارية ، مؤكدا أن الاعتراف القاري والدولي أفضى إلى تعيين صاحب الجلالة من قبل نظرائه في الاتحاد الإفريقي كرائد إفريقي للهجرة .
وأكد أنه طيلة العقدين المنصرمين واصل المغرب مسلسل التنمية بهدوء وثقة ، جاعلا من الاندماج في القارة الإفريقية إحدى دعائم سياسته الخارجية ، مشيرا في هذا الصدد إلى الخطاب الملكي في القمة ال28 للاتحاد الإفريقي بأديس أبابا في 2017 والذي قال فيه جلالة الملك ” إفريقيا قارتي ، وبيتي ” .
وتابع أن العودة المظفرة للمملكة إلى الاتحاد الإفريقي كانت لحظة مهمة في تاريخ المغرب خلال العقد الأخير ، مشيرا إلى أن هذه العودة سبقها عمل طويل سمته التعاون والتنمية المشتركة “ولذلك من الطبيعي أن يكون المغرب اليوم حامل لواء إفريقيا جديدة ” .
وعلى المستوى العربي ، يقول الدبلوماسي المغربي ، فإن العلاقات المتميزة التي تربط المغرب مع الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي وكذا مع دول أخرى بالمنطقة تجعل منه فاعلا رئيسيا في التعاون وأيضا من أجل السلم والازدهار بالخصوص .
وفي هذا الإطار ، أكد السيد الكوميري ، أن القضية الفلسطينية على رأس أولويات السياسة الخارجية للمغرب ، مبرزا أنه لم ي نظر أبدا لبلد على أنه أمل حقيقي للسلم والتقريب بين الشعوب كالمغرب تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس .
وفي معرض تطرقه للروابط التي تجمع تنزانيا والمغرب ، سجل السيد الكوميري ، أن العلاقات بين البلدين تطورت خلال السنوات الأخيرة .
وقال إن زيارة صاحب الجلالة إلى دار السلام في أكتوبر 2016 أعطت دفعة قوية لهذه العلاقات وفتحت آفاقا جديدة لتعاون وثيق وخاصة في مجالات السلم والأمن وكذا التكوين وتعزيز القدرات والمقاولات .
وأبرز الدبلوماسي المغربي أن التوقيع على عشرين اتفاقية بمناسبة هذه الزيارة دليل على الزخم الذي أضفي على التعاون بين البلدين الشريكين ، مشيرا إلى أنه على المستوى الروحي ، حملت هذه الزيارة رمزية كبيرة للغاية مع إطلاق بناء مسجد محمد السادس بدار السلام ، والذي يشهد على إرادة جلالة الملك بصفته أميرا للمؤمنين ، على النهوض بقيم السلم والاستقرار والعيش المشترك .
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.