نظمت عمالة مقاطعات ابن امسيك بالدار البيضاء، اليوم الأربعاء، حفلا خاصا على شرف أفراد الجالية المغربية المقيمين بالخارج، المنحدرين من تراب العمالة، وذلك بمناسبة اليوم الوطني للمهاجر الذي يصادف يوم 10 غشت من كل سنة، والذي يخلد هذا العام تحت شعار “دور الجالية المغربية بالخارج في التنمية المحلية”.
وشكل هذا الحفل، الذي حضره مسؤولون ومنتخبون محليون، وممثلو قطاعات عمومية وخاصة، وأفراد من الجالية المغربية، مناسبة لإبراز الجهود والأدوار التي يضطلع بها مغاربة الخارج في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في بلدهم الأم بشكل عام والمناطق والمدن التي ينحدرون منها بشكل خاص، وكذا انخراطهم في تفعيل النموذج التنموي الجديد للمملكة.
وفي كلمة بهذه المناسبة، أبرز عامل عمالة مقاطعات ابن امسيك، السيد محمد النشطي، أن هذا اللقاء يدخل في إطار المجهودات التي ما فتئت تبذلها المصالح الحكومية المختصة لخلق جسور التواصل المباشر بين مختلف المرافق الإدارية والجالية المغربية المقيمة بالخارج، وذلك بغية تسهيل الاستفادة من الخدمات الإدارية. وذكر أن هذه الجهود تندرج في إطار العناية الخاصة والمتواصلة التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لقضايا أفراد الجالية، وحرص جلالته الفائق على تكريس حماية حقوق الجالية سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي.
كما سلط الضوء على الدور المتنامي لأفراد الجالية في دعم وتقوية النسيج الاقتصادي والتنمية التي يشهدها المغرب على جميع المستويات، وكذا المكانة المتميزة للكفاءات المغربية بالخارج ومساهمتها الكبيرة في ضمان إشعاع المملكة على الصيعد الدولي وتشبثها بهويتها المغربية المتأصلة. وأشار السيد النشطي إلى أن الكفاءات المغربية والأطر المتواجدة بالخارج بمختلف دول العالم من شأنها أن تقدم إضافات جد مهمة في تحقيق التنمية بالمملكة، داعيا في هذا الصدد، هذه الكفاءات إلى الانخراط في الأوراش التنموية عن طريق تطوير شراكات مع الفاعلين المغاربة العموميين والخواص، وكذا الإسهام في إنجاح المشروع التنموي الذي انخرط فيه المغرب تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك.
وعلى هامش هذا الحدث، أكد محمد باحيا، رئيس جمعية المهاجر للتضامن والتنمية، في تصريح للقناة الإخبارية (M24)، التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، على الأهمية التي يكتسيها هذا اللقاء بالنسبة لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، مشيرا إلى الانخراط النشط للجالية في التنمية المحلية وفي النهوض بالاستثمار في عدد من القطاعات المهمة، فضلا عن مساهمة الجالية في التحويلات المالية المتزايدة نحو البلد.
كما أكد على الأدوار التي يضطلع بها أفراد الجالية “أحفاد ابن بطوطة” المتواجدين في جميع أنحاء العالم للتعريف بالثقافة والقيم المغربية والحفاظ على التقاليد العريقة للمملكة، لافتا إلى تشبثهم ببلدهم الأم وحرصهم الدائم على زيارته سنويا. من جانب آخر، دعا السيد باحيا السلطات المختصة إلى إيلاء مزيد من الاهتمام لمعالجة القضايا والإشكالات ذات الطابع الإداري التي تواجه بعض أفراد الجالية المغربية، وكذا تسهيل المساطر الادارية ومواكبتهم في مجال الاستثمار وتنفيذ المشاريع الخاصة. وتميز هذا الحفل، الذي نظم بالمركب الإداري للعمالة، بإقامة أروقة من قبل عدد من المؤسسات العمومية والخاصة والإدارات المعنية بشؤون الجالية المغربية المقيمة بالخارج لتقديم الشروحات المباشرة لهم في الملفات والقضايا التي تحظى باهتمامهم.
و م ع