تعرف الزاهية أبو الليث بكونها أول علامة لسربة خيالة نسائية بسيدي بنور. نشأت في وسط عائلي إلى جانب أخواتها الثلاثة ووالدها المفتون بالخيول، فوجدت نفسها وهي في سنواتها العشر الأوائل تركب الخيول وترافق والدها إلى مواسم التبوريدة. تقول الزاهية في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “كنت أرافق والدي إلى السوق الأسبوعي وإلى البادية، ولفت نظري وجود فرس هناك، فكنت أسرع لامتطائه كلما سنحت لي الفرصة”.
وبعد إنهائها لتعليميها التأهيلي، سافرت إلى إسبانيا وتابعت دراستها في مجال الاقتصاد وحصلت على دبلوم في التخصص نفسه وعادت إلى مسقط رأسها ولم تقطع صلتها بالخيول. وبما أن والدها كان من ممارسي “التبوريدة” بالمواسم، خاصة موسم مولاي عبد الله أمغار، عبرت له عن رغبتها في ركوب الفرس والمشاركة في “التبوريدة” مع فرقته فلم يمانع.
وتتذكر أنه في بداية الألفية الثالثة، بمناسبة انعقاد موسم مولاي عبد الله، تخلف أحد الفرسان عن الحضور، فبقي حصانه وحيدا، فاقترحت على والدها تعويضه، فاستشار مع العلام، فلم يمانع وكانت تلك هي البداية الحقيقية لها في عالم “التبوريدة”.
وفي السياق ذاته، أكدت الزاهية أنها ارتدت ملابسها التقليدية الخاصة بالحركة وأمسكت “المكحلة” وشاركت في السربة وفي المرة الثانية طلبت من والدها ملأها بالبارود والحبة وأطلقت العنان لحصانها وضغطت على الزناد فلم تخلف الميعاد. لم تمنعها مسؤولياتها بالبيت أو العمل (فهي أم لثلاثة أطفال ومسؤولة بفرع شركة إسبانية) من ممارستها لهوايتها. وشاركت هذه السنة في موسم مولاي عبد الله ضمن فرقة تتكون من عشر فارسات قدمت من مختلف جهات المملكة وأوروبا.
وتفتخر أنها تعتبر من أوائل راكبات الخيول وممارسات فن “التبوريدة” على الصعيد الوطني، وشاركت ثلاثة سنوات بدار السلام (2005 و2006 و2007) وحصلت فرقتها على ثلاث ميداليات ذهبية وفضية ونحاسية. كما شاركت في العديد من المهرجانات والمواسم بالجديدة ومراكش وأسفي وبرشيد وبني ملال وصخور الرحامنة والزمامرة.
وتفكر الزاهية أبو الليث في تأسيس جمعية خاصة بالفروسية ليسهل عليها وعلى باقي المنتميات لسربتها مخاطبة المسؤولين قصد الحصول على الدعم المادي، لأن هذه الرياضة تتطلب مصاريف جمة، ترتبط باللباس التقليدي والمعدات واللوازم من خيول وسروج وغيرها.
ويبقى عشق الزاهية أبو الليث لتراب المحرك ورائحة البارود و”الفراكات” وزغاريد النساء والأهازيج، أحد أهم الأسباب التي تجعلها محافظة على استمرارها في هذا الميدان رغم الإكراهات المادية والمسؤوليات الأسرية والعملية.
و م ع