نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، أمس الجمعة بخريبكة، كثلقاءا لتخليد الذكرى الـ67 ومظاهرات مدن أبي الجعد ووادي زم وخريبكة والقبائل المجاورة ضد الوجود الاستعماري من أجل تحرير الوطن والعودة الشرعية لبطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له الملك محمد الخامس من المنفى. وبهذه المناسبة، قال المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى اليري، في كلمة تلاها نيابة عنه حميدة معروفي، مدير الأنظمة والدراسات التاريخية بالمندوبية، إن أحداث عام 1955 تشكل ملحمة تاريخية لا تنسى، سيظل صداها وتأثيرها مدونا بمداد الفخر إلى الأبد في الذاكرة الوطنية لتذكير الأجيال الصاعدة بالتماسك والروابط القوية التي تجمع العرش العلوي المجيد والشعب المغربي الباسل لعدة قرون.
وأبرز السيد الكثيري أن النضالات والمقاومة والمواقف السياسية في ذلك الوقت، والتي كانت تعكس الإرادة المشتركة للعرش والشعب، تذكرنا بالقيم المواطنة والوطنية، مشيرا إلى أنه على امتداد مراحل النضال والمقاومة الوطنية، قدمت مدن خريبكة وأبي الجعد ووادي زم وكذلك القبائل المجاورة دعما قويا ومساهمة لا يمكن إنكارها في ملحمة الحرية واستقلال البلاد ووحدتها.
وسجل أن أبناء هذه الجهة شاركوا بكل شجاعة وإقدام في معركة التحرير والاستقلال مسترخصين الغالي والنفيس في سبيل عزة الوطن وكرامته مدافعين عن مقدساته وثوابته وهويته، مستنكرين إقدام السلطات الاستعمارية في 20 غشت 1953 على نفي بطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس ورفيقه في الكفاح والمنفى جلالة المغفور له الحسن الثاني وسائر أفراد الأسرة الملكية، متصدين بكل استماتة لهذه المؤامرة التي كانت الإقامة العامة تستهدف منها المس بالعروة الوثقى التي تربط العرش بالشعب وإخماد جذوة الروح الوطنية المتأججة في نفوس المغاربة. وأضاف المندوب السامي أن أبناء المنطقة وقفوا وقفة رجل واحد مكثفين انخراطهم في الكفاح المسلح والعمليات الفدائية التي استهدفت مصالح المستعمر الفرنسي، ما دفع الأخير إلى الرد بالعنف من خلال شن حملة قمع واعتقالات واسعة في جميع أنحاء الجهة مستهدفين الشباب بشكل أساسي.
وذك ر بأن سكان المنطقة أقاموا خلايا مقاومة سرية وسجلوا مشاركتهم الرئيسية والفعالة في الانتفاضات الشعبية وفي طليعتها ثورة 19 و 20 غشت 1955 غير آبهين بالتدخلات العنيفة والوحشية لجيش المستعمر الذي جند كل إمكانياته من جنود وعتاد عسكري لتفريق المتظاهرين، الذين سقط منهم عشرات الشهداء ملبين نداء ربهم ومئات الجرحى والمعتقلين.
كما أشار السيد الكثيري في هذا الصدد، إلى تعزيز أعمال المقاومة والنضال في المنطقة مع تكثيف عمليات جيش التحرير، الشيء الذي عجل بالعودة الميمونة المظفرة للملك المجاهد جلالة المغفور له محمد الخامس بمعية رفيقه في الكفاح جلالة المغفور له الحسن الثاني والأسرة الملكية في 16 نونبر 1955 وإعلان انتهاء عهد الحماية وإشراقة شمس الحرية والاستقلال.
وتقديرا للتضحيات التي قدمها رجال ونساء هذه المنطقة، تم بهذه المناسبة تكريم سبعة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير. كما تم تقديم مساعدات مالية واجتماعية بقيمة إجمالية تصل إلى 126 ألف و818 درهما لأسر قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير. وتأتي هذه المساعدات في إطار الجهود التي تبذلها المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير لتحسين الوضع المالي والاجتماعي لأفراد أسرة المقاومة وجيش التحرير، ولا سيما الذين يعانون من أوضاع مالية واجتماعية صعبة.
و م ع