مركز تفكير أمريكي يسلط الضوء على الثورة التي يشهدها المغرب في مجال التنقل الأخضر
سلط مركز التفكير الأمريكي للأبحاث حول الشرق الأوسط (ميدل إيست إنستيتيوت) الضوء على الثورة التي يشهدها المغرب في مجال التنقل الأخضر، مبرزا بشكل خاص العوامل الجيواقتصادية وراء ارتقاء المملكة “كقطب رئيسي” لتصنيع السيارات الكهربائية.
وذكر مركز الأبحاث، ومقره في واشنطن، في مقال تحليلي مفصل وقعه البروفيسور ميشيل تانتشوم، أن “إعلان الرباط مؤخرا عن أنها ستوقع قريبا اتفاقا لإنشاء مصنع ضخم لتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية وضع المغرب في موقع الصدارة، ليصبح رائدا في مجال النقل الأخضر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.
وبالنسبة لهذا الباحث والأستاذ في معهد الشرق الأوسط للدراسات بجامعة نافارا والباحث في المعهد النمساوي للسياسة الأوروبية والأمنية، فإن إنشاء وحدة إنتاج عملاقة من هذا القبيل يشكل “تطورا هائلا”.
وكتب الخبير أن صعود المغرب كقطب عالمي لتصنيع السيارات الكهربائية يكتسي أهمية بالغة، وعلى حد سواء، بالنسبة لصمود سلسلة التوريد الغربية وتعزيز التنقل الخالي من الكربون لمكافحة التغيرات المناخية.
وأضاف أن التركيز على “تقليص سلاسل التوريد لضمان استقرار الأسواق الاستهلاكية الأوروبية قد غذى بالفعل التقدم السريع لقطاع تصنيع السيارات في المغرب وتطويره لمسلسل تصنيع أكثر تقدما”.
ولدى استعرضاه لمختلف المؤهلات التي يقوم عليها هذا الازدهار، أوضح تحليل المركز الأمريكي أن “الاحتياطيات المغربية من المعادن الهامة للبطاريات تسرع اليوم دخول البلاد في مجال صناعة السيارات الكهربائية”، مضيفا أنه “بفضل موارد الطاقة الشمسية والطاقة الريحية الهائلة والبنى التحتية واسعة النطاق المتاحة للاستخدام، فإن لدى المغرب القدرة على قيادة ثورة تنقل يحترم البيئة من خلال دعم إنتاج السيارات الكهربائية باستخدام الطاقة المتجددة”.
وذكّر الخبير بالتصريح الصحافي لوزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، الذي أشار إلى اتفاق مرتقب مع مصنعي بطاريات السيارات الكهربائية لإنشاء مصنع إنتاج محلي رئيسي.
وأشار إلى أن “إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية سيكون مناسبا لمنظومة تصنيع السيارات المثيرة للإعجاب في المغرب، الذي يتوفر بالفعل على طاقة لإنتاج أزيد من 700 ألف سيارة سنويا”، مسجلا أن المملكة “تهدف الآن إلى زيادة الإنتاج إلى مليون سيارة سنويا بحلول عام 2025، والعديد منها عبارة عن سيارات كهربائية”.
وحسب التحليل، فإن تطوير أنشطة “نيرشورينغ” (التعهيد القريب من الساحل) ممزوجا بالتخطيط الصناعي الذكي للرباط والثقافة الحريصة للشراكات الأجنبية يعد المحرك الذي يدفع بتقدم قطاع صناعة السيارات في المغرب.
وخلص الباحث إلى أن المغرب يتوفر على موارد كبيرة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مبرزا أن إنتاج الفوسفاط وكذلك أجزاء أخرى من سلسلة تصنيع السيارات الكهربائية في المغرب يجب أن يكون مدعوما بشكل متزايد بالطاقة المتجددة، لضمان إنتاج وسائل النقل الأخضر بطريقة مستدامة وصديقة للمناخ.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.