دعا وزير النقل واللوجسيتيك، محمد عبد الجليل، أمس الاثنين بمراكش، إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي وتشجيع تبادل الخبرات في مجال الطيران المدني من أجل “تحصين” هذا القطاع ضد التهديدات والمخاطر السيبرانية.
وأوضح السيد عبد الجليل، خلال افتتاح الندوة الإقليمية الثانية حول الابتكار والأمن السيبراني، المنعقدة ما بين 05 و07 شتنبر الجاري، أن “التنسيق والتعاون الإقليمي والدولي في مجال الأمن السيبراني المرتبط بقطاع الطيران المدني شرط ضروري لمواجهة هذه التهديدات العابرة للحدود، من أجل تحقيق نقل جوي آمن، وسليم، ومنتظم”.
كما سلط الوزير الضوء على التزام المغرب بتعزيز جهود منظمة الطيران المدني الدولي ومواكبتها، وتطوير التعاون بين بلدانها الأعضاء، عبر تحرير قطاع النقل الجوي من خلال إبرام اتفاقيات مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وأكد السيد عبد الجليل أن هذا اللقاء، الذي يعقد في سياق يتسم بالعديد من التحديات والقضايا المتعلقة بسلامة الطيران، يمثل فرصة لإرساء التعاون الدولي والإقليمي وتكثيفه، من أجل التمكن من مواجهة التهديدات السيبرانية المتعددة التي تواجه هذا القطاع.
وأضاف أن “الابتكار هو إحدى الخطوات الرئيسية لمواجهة تحديات التهديدات السيبرانية”، مبرزا اعتماد المغرب لاستراتيجية وطنية للأمن السيبراني تروم تطوير القدرات الوطنية في مجال أمن أنظمة تكنولوجيا المعلومات وتعزيز الثقة الرقمية.
من جانبه، أكد المدير العام للمنظمة العربية للطيران المدني، عبد النبي منار، على ضرورة مواءمة التشريعات العربية والإفريقية من أجل تطوير سلامة الطيران المدني في هذه المنطقة، وبالتالي تعزيز الاندماج الإقليمي.
وأبرز، في هذا الصدد، الدعم الدائم للحكومة المغربية، بما في ذلك وزارة النقل واللوجستيك، للمنظمة العربية للطيران المدني وكذا الشراكة الممتازة التي تربط بين المنظمة والمؤتمر الأوروبي للطيران المدني، واللجنة الإفريقية للطيران المدني، وإدارة أمن النقل، بالإضافة إلى قطاع اللوجستيك والنقل في المملكة المتحدة.
وأوضح أن هذا اللقاء يعكس عمق هذا التعاون الإقليمي المكثف بين البلدان والمنظمات الدولية والإقليمية بهدف تحقيق الاندماج الإقليمي وتعزيز الأمن، وفقا لمبادئ منظمة الأمم المتحدة، مؤكدا حرص اللجنة على تعزيز التعاون الإقليمي مع شركائها وتقاسم الخبرات والتجارب في مجال الطيران المدني، بهدف التصدي للتهديدات والتحديات التقليدية والصاعدة.
وأضاف أنه مع التغيير الرقمي، أضحى التهديد السيبراني تحديا يوميا وواقعا يتطلب مقاربات استباقية لأي هجوم على نظام الطيران المدني من شأنه أن يتسبب في أضرار يمكن أن تعرض الركاب أو سمعة شركات الطيران للخطر، وقد تتمخض عنه أضرار اقتصادية، مسجلا الحاجة إلى إرساء معايير جديدة للأمن السيبراني لقطاع الطيران المدني بالنسبة للمرحلة المقبلة.
من جانبها، أشارت الأمينة العامة للجنة الإفريقية للطيران المدني، أديفانكي أدييامي، إلى إن الابتكار ساهم في تطوير العديد من القطاعات، ومن ضمنها قطاع الطيران المدني والتجاري، مبرزة أهمية تحول إفريقيا إلى استخدام الطائرات التجارية بدون طيار، والتي تعد مفيدة جدا لقطاعات مثل الفلاحة.
ودعت، في هذا السياق، إلى تيسير استخدام هذه التكنولوجيا لتطوير عدة قطاعات اقتصادية في إفريقيا، مشيرة إلى أن قطاع الطيران المدني يستخدم نظاما معقدا من التكنولوجيا التي يمكن تشكل أهدافا لهجمات سيبرانية ذات عواقب اقتصادية خطيرة.
وبدورها، أكدت الأمينة التنفيذية للجنة، باتريشيا ريفردي، أن هذا اللقاء يجسد أهمية التعاون الإقليمي، فضلا عن تبادل المعلومات ذات الصلة بالطيران المدني على اعتبار أن هذا النوع من الندوات يروم تعزيز قدرات المتدخلين في القطاع على مواجهة التهديدات المحتملة للطيران المدني.
ومن جانبه، أشار ويليام جرينولدز، الملحق الأمريكي في إدارة أمن النقل، الوكالة الأمريكية لأمن النقل، إلى أن هذا الاجتماع يمثل مناسبة مواتية لتعميق “فهمنا المتبادل لهذا المجال من أجل مكافحة جميع التهديدات والمخاطر التي يتعرض لها قطاع الطيران المدني”، مبرزا أهمية التعاون الإقليمي في تعزيز قدرات البلدان وتمكينها من مواجهة أي هجوم محتمل على نظام الطيران المدني.
وشارك في هذا الاجتماع، الذي تنظمه المنظمة العربية للطيران المدني، بشراكة مع المؤتمر الأوروبي للطيران المدني، واللجنة الإفريقية للطيران المدني، وإدارة أمن النقل، أكثر من 40 بلدا و15 منظمة.
وتهدف هذه الندوة، التي تعقد للمرة الثانية في مراكش، إلى عرض أفضل الممارسات في مجال أمن الطيران المدني، وتعزيز القدرات من أجل التصدي لجميع التهديدات الإلكترونية، وبحث سبل التصدي للمخاطر والتهديدات السيبرانية.
و م ع