دعا المشاركون في المؤتمر الدولي الثاني حول “دور القيادات العربية والإفريقية في نشر ثقافات السلام”، الذي انطلقت أعماله أمس الجمعة بمراكش، إلى تعزيز قدرات المرأة العربية والإفريقية في نشر ثقافة السلام.
وأكد المتحدثون، خلال هذا المؤتمر الذي يتواصل لثلاثة أيام، تحت شعار “هي … صانعة السلام”، على أهمية إبراز الدور الريادي للمرأة في تفعيل أسس المسؤولية الاجتماعية، ودعم التعاون المشترك وتعزيز تبادل الخبرات في هذا المجال للنهوض بالمرأة العربية والإفريقية.
وقالت وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، عواطف حيار، في كلمة بالمناسبة، إن هذا اللقاء الدولي يتيح الفرصة لنقل وتبادل الخبرات الناجحة بين النساء العربيات والإفريقيات في مجالات نشر ثقافة السلام وتمكين المرأة.
وأبرزت، في هذا الصدد، أن المغرب اعتمد في السنوات الأخيرة إصلاحات سياسية ودستورية، وأطلقت مشاريع كبرى وأرست سياسات قطاعية تهدف إلى تعزيز مكانة المرأة وحماية حقوقها، وفق مقتضيات دستور المملكة وجوهر الاتفاقيات الدولية.
من جهتها، قالت سمو الأميرة دعاء بنت محمد عزت، من المملكة العربية السعودية، “إن هذا المؤتمر يبني جسور التعاون بين المرأة العربية والإفريقية بهدف صياغة رؤية استشرافية وشاملة لدور المرأة في نشر ثقافة السلام”.
وفي معرض استعراضها للدور “الرئيسي” الذي يتعين على المرأة القيام به في الترويج لثقافة السلام في عالم تمزقه النزاعات بشكل متزايد، شددت على أهمية التعليم، لاسيما تعليم المرأة، كعنصر أساسي لاعتماد مجموعة من القيم والمواقف والسلوكيات وأنماط الحياة التي تنبذ العنف وتمنع النزاعات، عبر اجتثاث جذورها من خلال الحوار بين الأفراد والجماعات والدول. من جانبها، أكدت شانتال يلو مولوب، المستشارة الخاصة لرئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية والمسؤولة عن الشباب ومناهضة العنف ضد المرأة، أن المشاركين “سيعملون سويا، خلال ثلاثة أيام، على صياغة التوصيات الرامية إلى تعزيز قدرات المرأة العربية والإفريقية في نشر ثقافة السلام وتعزيز الاقتصاد والتمويل والإشراك المالي للمرأة”.
واغتنمت السيدة مولوب هذه المناسبة للدعوة إلى مشاركة “حقيقية” للمرأة في التصدي للنزاعات وحلها، مؤكدة أن تمكين المرأة هو خط الدفاع الأول ضد التطرف الشديد.
من جهته، عب ر محمد كامل المعيني رئيس المعهد الدولي للدبلوماسية الثقافية (الإمارات العربية المتحدة) عن شكره للمغرب على تنظيم هذا المؤتمر ذي الأهمية الكبيرة، داعيا إلى تعزيز الدبلوماسية الثقافية التي تهدف إلى بلورة بيانات الثقافة الوطنية والتفاعل مع البلدان الأخرى، مما يساهم في تحسين التفاهم بين الشعوب.
وأضاف أن “توصيات هذا المؤتمر ستساعد في تشكيل مستقبل أفضل للأجيال القادمة، وخاصة النساء اللواتي يضطلعن بدور رئيسي في نشر ثقافة السلام في العالم”.
من جانبها، أشارت رئيسة المؤتمر، أنيسة النقراشي، إلى أن هذا الحدث يهدف إلى دعم وإبراز دور المرأة في المجتمعات العربية والإفريقية في ما يخص تحقيق التنمية في جميع مجالاتها وخلق ثقافة السلام وتعزيزها في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة.
ودعت، في هذا الصدد، إلى تطوير الترسانة القانونية في المغرب في ما يتعلق بتطوير نظام الأعمال، وتشجيع الاستثمار ودعم المقاولات الوطنية، وتعزيز المشاريع الاجتماعية والاقتصادية الأخرى، مع وضعها في صلب أهم استراتيجيات التنمية في المملكة.
ويروم المؤتمر، الذي تنظمه المنظمة المغربية لإنصاف الأسرة، ومؤسسة نور للتضامن مع المرأة القروية، دعم و إبراز المرأة في المجتمعات العربية والإفريقية في تحقيق التنمية في كل مجالاتها، وصناعة ثقافة السلام وتعزيزها بغرض تنفيذ أهداف التعايش والسلم والسلام، تحقيقا لرؤى وأهداف التنمية المستدامة التي ترعاها منظمة الأمم المتحدة.
ويتوخى المؤتمر على صعيد آخر أهدافا تتجلى في التعريف بالتطورات الأخيرة للاقتصاد الوطني وبيئة الأعمال والفرص الاستثمارية المتوفرة في شتى المجالات، مع بناء جسور تعاون تنموية تصل بين المرأة العربية والإفريقية، من خلال تبادل رؤى وخبرات الرائدات في مختلف التخصصات.
ويتضمن برنامج هذا المؤتمر الدولي تنظيم ندوات وورشات عمل وتوقيع كتب وأمسيات فنية، بالإضافة إلى برنامج سياحي غني ومتنوع تتخلله زيارات إلى عدة مواقع سياحية بالمدينة الحمراء.
و م ع