اعتمدت الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي أمس الثلاثاء، “بيان الرياض للذكاء الاصطناعي” الذي يدعو إلى تعاون رقمي دولي يستهدف توظيف التقنية لصالح البشرية والمجتمعات والدول والعالم بأكمله، في وقت أفصحت فيه السعودية عن مبادرات كبرى ستدعم توجهها نحو تبني الذكاء الصناعي ضمن سياسات التحول في البلاد.
جاء ذلك عقب اجتماع المائدة المستديرة الوزاري خلال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي المنعقدة بالرياض حتى ال15 شتنبر الحالي. ووقع البيان جميع أعضاء منظمة التعاون الرقمي، وهم المغرب والبحرين، وقبرص، وجيبوتي، والكويت، ونيجيريا، وعمان، وباكستان، والأردن، ورواندا، والمملكة العربية السعودية. ويهدف البيان إلى تعزيز التزام منظمة التعاون الرقمي بتحديد ومعالجة القضايا الإنسانية الحالية والناشئة والمستقبلية في مجال الذكاء الاصطناعي، ويسلط الضوء على الطرق المختلفة التي يمكن من خلالها توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحقيق الفائدة لملايين الأشخاص حول العالم عبر تحسين جودة العمل وتطوير السياسات العامة المعمول بها، وتعزيز الكفاءات في منظومة العمل.
وقالت الأمين العام لمنظمة التعاون الرقمي ديمة بنت يحيى اليحيى في كلمة لها خلال القمة إن “منظمة التعاون الرقمي تأسست وفقا لرؤية تقوم على إنشاء اقتصاد رقمي شامل يدعمه التعاون عبر مختلف الكيانات وعلى جميع المستويات”، مشيرة إلى أن اعتماد “بيان الرياض للذكاء الاصطناعي” يعد تطبيقا لهذه الرؤية.
وأضافت أنه من خلال التوقيع على هذا البيان ت جدد الدول الأعضاء في المنظمة تأكيدها على الرغبة المشتركة في بناء مستقبل أكثر إشراقا للجميع عبر تسخير الإمكانات الهائلة لقطاع الذكاء الاصطناعي، ثم تحسين حياة الأفراد في جميع أنحاء العالم.
وأوضحت أن البيان يركز على سبع ركائز أساسية تساعد في تحويل هذا المستقبل إلى واقع قريب، ويتألف كل منها من مبادئ تهدف إلى معالجة الطرق لضمان تمتع الجميع بفوائد الذكاء الاصطناعي دون الإضرار بأي منها، وهي سد الفجوة الرقمية بين قطاع الذكاء الاصطناعي والأفراد من مختلف الأجناس، وتمكين المجتمعات الأقل حظا بهدف القضاء على الفقر والجوع من خلال النمو الاقتصادي، والاستفادة من الذكاء الاصطناعي في الدخول في الثورة الزراعية الم قبلة، وتسهيل وصول الجميع إلى التعليم والرعاية الصحية، وتعزيز التنمية الرقمية من خلال توظيف حلول الذكاء الاصطناعي المبتكرة لبناء مدن مستدامة، وتحسين البنية التحتية من خلال تسهيل الاتصال وتوفر الأجهزة التقنية، ودعم الشركات الناشئة المحلية في مجال الذكاء الاصطناعي ماليا ، وتنفيذ خطط إعادة صقل المهارات وبناء القدرات الرقمية للأفراد، إضافة إلى ضمان العدالة وعدم التمييز من خلال الضمانات التي تمنع خوارزميات الذكاء الاصطناعي من التمييز ضد المجتمعات على أساس العرق أو الدين أو الثقافة وغير ذلك، مع ضمان استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي وفقا للإرشادات القانونية.
وفي أعمال القمة، كشفت الشركة السعودية للذكاء الاصطناعي (إس سي إيه آي) المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، عن إنشاء شركة جديدة في المملكة لتمويل مختبر ذكاء متطور، وابتكار وظائف نوعية للسعوديين الموهوبين، ووضع البلاد في مركز الريادة بالمنطقة. وأفصحت “أرامكو” السعودية وشركة “بيوند ليمتس” عن مشروع استراتيجي جديد باسم “الممر العالمي للذكاء الاصطناعي”، يشمل تصميمه عناصر عدة لتطوير الحلول في هذا القطاع.
و م ع