أكد مجموعة من الخبراء الدوليين من مناطق مختلفة من العالم، أمس الاثنين، بمراكش، أن الشبابيك الوحيدة تلعب دورا هاما في تيسير تدفقات التجارة الدولية عموما، وتعزيز التجارة بين بلدان القارة الإفريقية على وجه الخصوص.
وشدد المشاركون خلال ورشة نظمت حول موضوع “الشبابيك الوحيدة المستقبلية في قلب التحول الرقمي وتيسير تدفقات التجارة عبر الحدود”، نظمت في إطار المؤتمر الدولي الثامن للشبابيك الوحيدة، أن هذه الأخيرة حسنت بالملموس نوعية الخدمات المقدمة للفاعلين التجاريين، لا سيما في سياق التشغيل البيني لأنظمة المعلومات وإدماج الخدمات.
وقال المدير العام للشباك الوطني الوحيد لتبسيط مساطر التجارة الخارجية بالمغرب “بورتنيت”، يوسف أحوزي، في تصريح لقناة (M24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن ” الشبابيك الوحيدة تمكن من تبسيط المساطر بالنسبة للفاعلين الاقتصاديين، على غرار المستوردين والمصدرين، وكذلك الإدارة من خلال ضمان الربط بين كل المتدخلين في الشأن التجاري بكل شفافية والسماح لهم بالقيام بجميع المساطر عبر نظام وحيد”.
وأوضح أحوزي، في هذا الصدد، أن الشباك الوحيد “بورتنيت” الذي يعمل منذ سنوات يمنح حلا مندمجا، يسمح بتبسيط المساطر والإجراءات الخاصة بدخول وخروج السلع وتيسير حركة نقلها وتسريع عملية التخليص الجمركي وتعزيز الشفافية في العلاقات بين الشركات والإدارات.
وبخصوص أشغال المؤتمر، كشف أن هذا اللقاء “يمكننا من تقاسم الخبرات بين مختلف بلدان القارة الإفريقية، بمساهمة خبراء دوليين ووطنيين، الذين سيناقشون مواضيع مرتبطة على وجه الخصوص بنزع الطابع المادي ورقمنة التجارة العابرة للحدود”.
من جهته، قال إيسيدور بييها، المدير العام للشباك الوحيد بالكاميرون المخصص لعمليات التجارة الخارجية، إن هذا الاجتماع يتيح إمكانية بحث سبل تطوير دور الشبابيك الوحيدة في سياق التحول الرقمي، من أجل تيسير تدفقات التجارة العابرة للحدود.
وكشف أن “النقاشات تؤكد أن هناك وعيا يترسخ بكون الشبابيك الوحيدة تلعب دورا محوريا في مواكبة هذا التحول الرقمي”، مضيفا أن الشباك الوحيد يوفر تدبيرا مركزيا وتناغما فعالا للمعايير المرتبطة بالخدمات اللوجستية للتجارة الخارجية.
وأوضح السيد بييها، أحد الأعضاء المؤسسين للتحالف الإفريقي للتجارة الإلكترونية، أن هذا التحالف يوفر إطارا لتبادل وتقاسم التجارب في مجال تيسير التجارة ويهدف إلى تعزيز مفهوم الشباك الوحيد وفق توصيات المؤسسات الدولية.
وأكد باقي المتدخلين أن مفهوم الشباك الوحيد للتجارة الخارجية يتوخى تحسين الخدمات اللوجستية وإجراءات التجارة الخارجية، مشيرين إلى أن تطوير هذا النموذج هو الشغل الشاغل للاقتصادات التي تراهن على النمو الهائل لتجارتها الخارجية.
وكشف المتدخلون أنه مع تنفيذ اتفاقية تيسير المبادلات التجارية، ستحتل الشبابيك الوحيدة الآن مكانة بارزة في تيسير التدفقات التجارية، مضيفين أن البلدان الأعضاء في منظمة التجارة العالمية مدعوة إلى إحداث شباك وحيد، يسمح بتقديم الوثائق المطلوبة لاستيراد أو تصدير أو عبور البضائع، في نقطة دخول واحدة إلى السلطات أو الهيئات المختصة.
ويعرف المؤتمر الدولي الثامن للشبابيك الوحيدة، المنعقد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشاركة العديد من الخبراء الدوليين من مناطق مختلفة من العالم، إلى جانب صناع القرار ورؤساء الشركات وممثلي النظام البيئي للتجارة الدولية.
وسيمكن المؤتمر، المنظم تحت شعار “الشبابيك الوحيدة المستقبلية في قلب التحول الرقمي وتيسير تدفقات التجارة عبر الحدود”، من وضع أسس انطلاقة جديدة للتحول الرقمي وتيسير التجارة العابرة للحدود بافريقيا. وسيشكل مناسبة للوقوف عند الانجازات، والتقدم المحرز والخبرة من أجل تحسين مناخ الأعمال في القارة.
ويناقش المشاركون في المؤتمر، الذي تستمر أشغاله إلى غاية 28 شتنبر الجاري، مجموعة من المواضيع التي تتناول، على وجه الخصوص، التحول الرقمي واستخدام التقنيات من أجل تجارة دولية فعالة وشاملة ومستدامة، والتعاون الإقليمي والدولي بين الشبابيك الوحيدة.
كما سيتطرقون لدور منظومة الشبابيك الوحيدة في تعزيز وتنمية التجارة بين البلدان الإفريقية، والابتكار والتقنيات المتطورة في قلب الشبابيك الوحيدة للمستقبل.
و م ع