منذ إنطلاق المرحلة الثالثة سنة 2019، راكمت اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية لإقليم طاطا مجموعة من المنجزات، في إطار برنامج تحسين الدخل والادماج الاقتصادي للشباب، من خلال التحسيس بأهمية المقاولاتية والمبادرة الفردية لدى الشباب، وتقديم المواكبة التقنية والمالية للمقاولات الناشئة بغرض الرفع من المؤشرات المرتبطة بحياة المقاولات الناشئة والتشغيل لدى هذه الفئة.
ومن بين أهم تلك المنجزات، نجد منصة الشباب، باعتبارها فضاء يساهم في الإدماج الاقتصادي والاجتماعي لشباب الإقليم، وأداة حية تجسد أفكار مشاريعهم واقعا، مما يسهل عليهم الولوج إلى سوق الشغل.
ومن أجل تشغيل منصة الشباب طاطا، تم إستغلال بناية تابعة للمجلس الاقليمي على مساحة 285,60 متر مربع، والتي تمت تهيئتها وتجهيزها بما قدره 445 ألف درهم في أفق برمجة بناية مناسبة للمنصة في طور الدراسات الهندسية والمعمارية.
وفي هذا الإطار يقول رئيس مصلحة تحسين الدخل والادماج الاقتصادي للشباب بعمالة طاطا، خالد بحماني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه ونظرا لعدم إستجابة أية جمعية لطلب إبداء الاهتمام الذي تم نشره، تم اختيار جمعية طارق بن زياد باشتوكة ايت باها من أجل تسيير المنصة وهي الجمعية التي قامت بمجموعة من الانشطة الاعدادية من ورشات وجلسات تفكير مع مجموع المتدخلين المرتبطين بالبرنامج من أحل إيجاد أفضل السبل لتسيير المنصة.
وأضاف السيد بحماني، أن الجمعية المسيرة، اعتمدت على مجموعة من أطر الاقليم لتشغيل المنصة، حيث تم التوقيع على اتفاقية شراكة بين اللجنة الاقليمية للتنمية البشرية طاطا وجمعية طارق بن زياد بتاريخ 19 فبراير 2021، والتي حددت الشروط والقواعد المؤطرة لهذه الشراكة وذلك لأجل تسيير منصة الشباب وتغطية مصاريف الموارد البشرية التنفيذية،
وأبرز المسؤول المحلي، أن من المهام الاساسية الملقاة على عاتق الجمعية المسيرة، الاشراف على فضاء الاستقبال كأحد الفضاءات المكونة للمنصة، باعتباره الفضاء الاول الذي يستقبل الوافدين على المنصة من أجل الانصات اليهم وتشخيص حاجياتهم وانتظاراتهم، أذ تم في هذا الاطار حصر عدد المستقبلين في أكثر من 600 شاب وشابة.
ومنذ افتتاح باب المنصة في وجه الفئات المستهدفة، بادرت إلى القيام بالترتيبات اللازمة للقيام بالمهام المنوطة بها في أحسن وجه، وكانت البداية بتعيين ثلاث شبان من تراب اقليم طاطا للإشراف على فضاءات المنصة (الاستقبال ،التوجيه ،المواكبة )، مرورا بورشات داخلية لإعداد وثائق العمل وضبط الحاجيات اللوجستية الضرورية وتهيئة الفضاءات لتكون جاهزة لاستقبال رواد المنصة.
ورغم أن ظروف العمل خلال السنتين الماضيتين تأترت بالوضعية الوبائية التي شهدها العالم، إلا أن اللجنة الاقليمية للتنمية البشرية لإقليم طاطا، عملت على تنفيذ محاور البرنامج وفق ما كان متاحا تبعا لتطور الوثائق المؤطرة للبرنامج، ووفق اجتهادها تماشيا مع أهداف المرحلة الثالثة.
وهكذا، فخلال مرحلة الحجر الصحي قامت اللجنة بمجموعة من اللقاءات التواصلية الرامية إلى التعريف بالبرنامج الثالت وأهدافه والتعريف بمنصة الشباب، ثم تنظيم مجموعة من اللقاءات التواصلية والتكوينية خلال شهر أبريل 2020،همت موضوعات المهارات الشخصية، والتعريف بالمنصة وبمحاور البرنامج.
ففي إطار محور دعم القابلية للتشغيل لدى الشباب، وخلال شهر نونبر 2020، وبكلفة إجمالية قدرها 210.870 درهم،قامت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتنسيق حملة تشغيل 163 شابا وشابة بمجموعة متخصصة في صناعة السيارات بالقنيطرة وكذا شركة للكبلاج.
وفي نفس الاطار استفاد 500 شخص ضمن أفواج، لمدة ثلات أسابيع، من تكوينات في المهارات الشخصية، كما تم التكفل بتنقلاتهم من الجماعات نحو مركز الاقليم ذهابا وإيابا، والتكفل بإيوائهم طيلة مدة التكوينات، فضلا عن نقل الذين تم انتقاؤهم إلى الشركات المشغلة بالقنيطرة.
أما بخصوص المحور الثاني، محور دعم ريادة الأعمال لدى الشباب، فبعد توقيع الاتفاقية مع جمعية “إيناكتوس” منتصف شهر دجنبر 2021 بقيمة إجمالية قدرها 570 ألف درهم، تم الاتفاق على تحديد الاهداف السنوية للمحور بـ80 مستفيدا في جزء ما قبل إنشاء المقاولات، في حين تم التعاقد على 30 مستفيدا في مرحلة ما بعد الانشاء، خلال ثلات سنوات بين 2020 و 2023.
وفيما يتعلق بمحور تحسين الدخل، فخلال السنة المالية 2019 تم تمويل 16 مشروعا، 13 منها تعاونية و3 شركات صغيرة، بقيمة إجمالية قدرها مليونين و760 ألف درهم ساهمت فيها المبادرة بقيمة قدرها مليونين و34 ألف و500 درهم.
في حين تم تمويل 34 مشروعا برسم سنة 2021، بقيمة إجمالية قدرها خمسة ملايين و526 ألف و860 درهم ساهمت فيها المبادرة بما قدره ثلاثة ملايين و316 ألف و116 درهم قادرة على تحقيق أكثر من 140 منصب شغل.
كل هذه التدخلات تنضاف إلى مجهودات المبادرة على مستوى الإقليم من أجل تحسين مناخ الأنشطة الاقتصادية للشباب المحلي، وتهم أساسا تمويل منصة للتسويق الالكتروني لفائدة الانشطة المقاولاتية بالاقليم، وفتح سوق للمنتجات المحلية بمركز الاقليم، وكدا اقتناء سيارة لنقل منتجات التعاونيات والمقاولات الناشئة.
ويهذا تكون المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، قد ساهمت بشكل كبير في تحسين الإدماج الاقتصادي والاجتماعي لشباب إقليم طاطا، حتى يتمكنوا من تطوير قدراتهم ومهاراتهم الشخصية والمهنية، مما سينعكس إيجابا على الرفع من الاقتصاد المحلي.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.