تنعقد بطنجة الدورة الرابعة عشرة لمنتدى “ميدايز”، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من 2 إلى 5 نونبر المقبل، وذلك تحت شعار “من أزمة إلى أزمة : نحو نظام عالمي جديد؟”.
وأبرز بلاغ لمعهد أماديوس، المنظم لمنتدى الجنوب، أن هذه الدورة ستشهد مشاركة ثلة من المسؤولين وأصحاب القرار ورؤساء المقاولات والخبراء، الذين سيناقشون مواضيع جيوسياسية واقتصادية واجتماعية تهز كوكب الأرض، لاسيما الحرب بأوكرانيا، والنزاعات وعدم الاستقرار بإفريقيا، والتوترات بالمحيطين الهندي والهادي، وأزمات الغذاء والطاقة، والتضخم، والتغيرات المناخية.
ومن مستجدات هذه الدورة تنظيم يوم 2 نونبر ل “قمة ميدايز للاستثمارات”، وهو يوم سيخصص لبحث استراتيجيات وفرص الاستثمار والنمو بإفريقيا وبالبلدان النامية، وذلك بهدف توجيه النقاشات نحو خلاصات عملية وإجراءات ملموسة لتشجيع إرساء شراكات بين القطاعين العام والخاص في مجالات محددة (الطاقة، المالية، الصناعة، البنيات التحتية، السياحة، التأمين، البنوك …).
عدا الإشكاليات القطاعية، أشار البيان إلى أن المناقشات ستشمل أيضا قضية التمويل والانعاش الاقتصادي في هذه الظرفية المتسمة بشيوع الأزمات، والتدابير المتعددة الأطراف التي يمكن اتخاذها على الصعيدين العالمي والإفريقي، والآليات الكفيلة بمواجهة التضخم وتعثرات الديون.
في ما يتعلق بالتنمية، سيتم التركيز على التكنولوجيا ورهانات رفع قيمة الشركات الناشئة الإفريقية في السوق العالمية وجهود إبراز “الأمم الناشئة”.
أما في القضايا الجيوسياسية، ستخصص الجلسة الافتتاحية يوم 3 نونبر للحديث عن “الأزمات الأمنية وعدم الاستقرار بإفريقيا” مع موضوع محوري يتمثل في “أية هندسة ممكنة للسلام والأمن والاستقرار بالقارة؟”، على ضوء الأزمات الراهنة (الحرب بأوكرانيا، تكاثر الانقلابات العسكرية، أزمات الطاقة والمواد الأولية، كوفيد 19 …).
وسيكون هذا اللقاء مناسبة من أجل استعراض حصيلة مختلف المبادرات الرامية لضمان استقرار القارة، وتقييم الجهود المبذولة لغاية اليوم، ومساءلة الدور الذي يمكن أن يضطلع به الاتحاد الإفريقي للمساهمة في السلام والاستقرار السياسي.
وأضاف البلاغ أن وضع الاقتصاد العالمي سيكون أيضا في صلب المناقشات من زاوية التجارة العالمية ، وذلك خلال الجلسة العامة الثانية حول موضوع “السيادة والتبعية مقابل الاندماج” (يوم 3 نونبر)، لافتا إلى أن من بين المحاور المطروحة في هذا الصدد المقابلة بين السيادة والاندماج، وصعوبات الحفاظ على التكامل الاقتصادي، ورهانات تقوية الاندماج بإفريقيا.
أما الجلسة العامة الثالثة تحت عنوان “أي نظام وسط الفوضى؟” ،والتي تنعقد يوم 4 نونبر ، فستمكن من تحليل تطور الاقتصاد العالمي، من خلال منظور نهاية جائحة كوفيد 19، وعودة الحرب لأوروبا، والتقلب العام للأسعار. كما تروم هذه الجلسة إلقاء الضوء على الاستجابات المناسبة في سياق الاضطرابات المستمرة التي تسم النظام الدولي.
وستتطرق الجلسة العامة الرابعة ، يوم 4 نونبر في موضوع “الخطوط الأمامية : أعراض حرب باردة جديدة” ، إلى التوترات الجيوسياسية العالمية من منظور الحرب بأوكرانيا ، والتنافس الصيني الأمريكي في المحيطين الهندي والهادئ.
كما ستحلل مختلف خطوات القوى الدولية لربح مناطق النفوذ، وستسائل التحديات والرهانات ذات الصلة بهذه الحرب الباردة الجديدة المحتملة.
قضية دولية أخرى ستكون في صلب المناقشات في الجلسة العامة الخاصة يوم 5 نونبر، ويتعلق الأمر ب “تغير النماذج : أية تطورات بالشرق الأوسط ؟”، حيث سيتم تناول التقارب بين البلدان العربية وإسرائيل واستجلاء مستقبل الشرق الأوسط على ضوء هذه التحول الكبير.
وسيتم في الجلسة العامة الخامسة حول موضوع “رسم هندسة الأمن بأوروبا” إلى النزاع بأوكرانيا وما يمثله من عوامل عدم الاستقرار بمجموع القارة الأوروبية، مع محاولة التفكير في سبل وآليات تقوية الأمن بأوروبا.
وأشار معهد أماديوس الى أن منتدى “ميدايز”، وبفضل غنى برنامجه المتوافق مع المواضيع الراهنة، يؤكد موقعه بين أكبر الملتقيات غير الحكومة العالمية، كما يكرس مكانته هذه السنة بين أهم الأحداث الجيوسياسية الدولية بإفريقيا والعالم العربي.
وسيكون منتدى “ميدايز” عبارة عن 4 أيام من النقاشات والتفاعلات، عبر 50 جلسة ومائدة مستديرة، بمشاركة أزيد من 250 متدخلا رفيعي المستوى، من بينهم رؤساء دول وحكومات ووزراء وحائزي جوائز نوبل ومسؤولي منظمات دولية ورؤساء شركات ومستثمرين وعدد من الشخصيات من 100 بلد، والذين سيطرحون آراءهم وقراءاتهم بخصوص التحولات الكبرى والاضطرابات العديدة مع أزيد من 5 آلاف مشارك.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.