الدار البيضاء : المديرة الجهوية للثقافة تبرز الأهمية الكبرى التي توليها الوزارة للحفاظ على التراث
انطلاقا من وعيها وإدراكها للحاجة الماسة لتنشيط المشهد الثقافي والفني وطنيا وجهويا بشكل أكبر، قامت وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة) ببلورة استراتيجية عامة تروم إعادة إحياء المشهد الثقافي، خاصة بعد فترة فتور تزيد عن عامين بسبب الجائحة.
في هذا الصدد، أوضحت المديرة الجهوية للثقافة ( الدار البيضاء / سطات) السيدة حفيظة خيي، في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، أن الوزارة تولي أهمية كبرى للجانب المتعلق بالحفاظ على التراث المادي واللامادي، والذي يشكل عنصرا أساسيا حاسما في استراتيجية الوزارة.
وتابعت السيدة خيي أن الوزارة تعمل جاهدة على تسليط الضوء على التراث الوطني اللامادي بشكل يمكنه من احتلال مكانة رفيعة ضمن خارطة التراث العالمي.
وأكدت في هذا السياق أنه ” نحن في صدد تنزيل محاور الدخول الثقافي على مستوى الوزارة والمديرية الجهوية”، مضيفة أن إحدى نقاط القوة في هذه الاستراتيجية تتمثل في تقديم عروض مسرحية استفادت من الدعم المالي، وتلك المدرجة ضمن برنامج “المسرح يتحرك”.
وبناء عليه، تضيف السيدة خيي، قمت المديرية بالفعل بعرض العديد من الأعمال المسرحية في مسارح بنمسيك ومحمد السادس وبن أحمد وسطات، مع الاشتغال على إعداد النسخة الثامنة لمعرض الدار البيضاء لكتاب الطفل والناشئة، مشيرة إلى أن هذا المعرض الذي يحتفي بالكتاب وجمهوره يتميز عن غيره من المعارض من خلال الجمهور المستهدف المتمثل في الأطفال والشباب.
ولفتت إلى أن موضوع هذا العام سيركز على الأهمية الكبيرة التي يكتسيها الماء وضرورة الحفاظ عليه وتوعية الأجيال الصاعدة بضرورة ترشيد استخدامه، مضيفة أن المعرض سيتم تنظيمه بدعم من مجلس جماعة الدار البيضاء ومجلس الجهة.
ومن بين المواعيد الرئيسية لهذا العام أيضا تؤكد السيدة خيي، النسخة ال 13 لمهرجان المسرح العربي التي ستقام في الفترة ما بين 10 و 16 يناير 2023 بالدار البيضاء بمشاركة العديد من الفنانين والباحثين العرب، مضيفة أن هذا المهرجان، الذي كان قد عقد بالفعل بالرباط عام 2015 ، “سيستقبل المشتغلين في مجال المسرح من عدة دول عربية، كما سيقدم أفضل العروض المسرحية العربية على مدار أسبوع كامل”.
وأشارت السيدة خيي إلى أن هذه التظاهرة ستشكل فرصة لتبادل التجارب العربية والدولية على مختلف المستويات.
وتابعت أن قطاع الثقافة أقدم كذلك على عدة خطوات تتعلق بترميم وتجديد مواقع تاريخية وقصبات، وهو المشروع الذي بلورته الوزارة بشراكة مع مجلس الجهة، لافتة في هذا الصدد إلى أن شهر التراث سيخصص بشكل أساسي للتوعية بأهمية التراث الوطني.
وسيتم خلال هذه السنة، حسب السيدة خيي، فتح العديد من المؤسسات الثقافية في وجه الجمهور، منها مسرح عفيفي في الجديدة، ودار الثقافة في خميس الزمامرة، والمركز الثقافي مديونة، علاوة على إعادة تهيئة المركب الثقافي كمال الزبدي.
وبخصوص المركز الثقافي ابن أحمد ، والمركز الثقافي عين حرودة، أبرزت أنه تم افتتاحهما في وجه الجمهور، وهما يستقبلان بالفعل أنشطة اجتماعية وثقافية،مشيرة إلى أن كلا من المركز الثقافي بنسليمان ومسرح بنمسيك ومركز بوسكورة، يندرجون في إطار العديد من الشراكات.
كما أقيمت نقاط للقراءة في بير جديد وأولاد عيسى ورأس العين، وذلك في إطار سياسة الوزارة المتعلقة بالتوجه صوب المناطق النائية، علاوة على استخدام الشاشات العملاقة لفائدة الساكنة التي تقطن في هذه المناطق.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.