منذ انطلاق مرحلتها الثالثة ، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية تعمل في إطار برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب ، على مواكبة المقاولين الشباب وحاملي المشاريع ، والمساهمة في تطوير إدماج الشباب في سوق الشغل ، وتعزيز حظوظهم عبر ملاءمة مؤهلاتهم وتطوير مهارتهم الفنية.
وعلى صعيد عمالة وجدة – أنجاد ، عرف هذا البرنامج نقلة نوعية مكنت من المساهمة في تحقيق طموحات العديد من الشباب من خلال تجسيد أفكارهم إلى مشاريع أو تطوير أنشطتهم في إطار مقاربة مندمجة تروم ، بالأساس، تحفيز هذه الفئة على ولوج عالم الأعمال، وتحسين قابليتهم للتشغيل ؛ وبالتالي المساهمة في خلق قيمة مضافة على المستوى المحلي وضمان استدامة المشاريع.
ويعد مشروعا (المأكولات الخفيفة) للمقاول الذاتي الشاب ياسين برحو، و(مركز التجميل والتكوين) للمقاولة الشابة إيمان غازلي، من بين العديد من المشاريع الأخرى النموذجية المستفيدة من الدعم المالي والتقني للمبادرة الوطنية من خلال منصة الشباب بعمالة وجدة – أنجاد، والتي اضطلعت بدور كبير في مواكبة وتتبع هذه المشاريع من بدايتها حتى إخراجها إلى حيز الوجود.
وفي تصريح لـ (M24) القناة الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء ، أشار ياسين برحو ، الحاصل على دبلوم في مجال الطبخ ، إلى أن مشروعه الذي انطلق قبل أسابيع قليلة لم يأت من فراغ بل هو ثمرة فكرة لطالما كانت تراوده منذ طفولته حيث كان دائما يطمح إلى أن تكون لديه مقاولة ذاتية تضمن له دخلا قارا وتساهم في توفير مناصب شغل لزملائه الشباب العاطلين عن العمل.
وأضاف أن هذا المشروع من هذا الحجم الذي طال انتظاره ما كان له أن يتحقق لولا الدعم والمواكبة المستمرة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، والتي بفضلها أصبح حلمه واقعا ملموسا.
وأشار إلى أنه بالإضافة إلى الدعم المالي الذي قدمته المبادرة للمساهمة في تمويل المشروع ، استفاد هذا المقاول الشاب من توجيه ومواكبة منصة الشباب في مختلف مراحل المشروع (قبل وبعد الإنشاء)، من خلال الورشات التكوينية المقدمة.
وبالإضافة إلى تقديم مأكولات سريعة وخفيفة بعين المكان ، يتطلع ياسين برحو ، بفضل التجربة والخبرة التي اكتسبها في منصة الشباب ، إلى تقديم خدمات أخرى تتجلى أساسا في إيصال وجبات للزبناء سواء إلى منازلهم أو مقار عملهم ، بالإضافة إلى فكرة إنشاء موقع إلكتروني يمكنه من تلقي الطلبات عن بعد بتحديد نوع الوجبة المفضلة والتوقيت.
أما إيمان غازلي ، فقالت إنها قد فكرت في خطوة إنشاء مشروعها بعد الخبرة المتواضعة التي راكمتها في ميدان التجميل وكل ما يخص أناقة المرأة ، بالإضافة إلى الدعم الذي تلقته من أشخاص لديهم تجربة وحققوا نجاحا كبيرا في هذا المجال سواء على المستوى الوطني أو الدولي.
وأضافت ، في تصريح مماثل ، أنها لجأت إلى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من خلال منصة الشباب التي قدمت لها دعما ماليا ومكنتها من تطوير فكرة المشروع والاستفادة من التكوينات والمواكبة التي ساهمت في تحقيق طموحها في إنشاء هذا المشروع الذي رأى النور قبل أكثر من شهرين.
وأشارت هذه المقاولة الشابة إلى أنه بفضل دعم المبادرة ، إلى جانب مساهمتها الخاصة ، تمكنت من اقتناء تجهيزات حديثة وإدخال تصاميم وتقنيات اشتغال جديدة ، من شأنها المساهمة في إنجاح مشروعها وتطويره في المستقبل.
ومنذ إطلاق مرحلتها الثالثة من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس في شتنبر 2018، وضعت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الرأسمال البشري في صميم اهتماماتها باعتباره رافعة أساسية للتنمية.
وفي هذا الصدد ، أكد الإطار بقسم العمل الاجتماعي بعمالة وجدة – أنجاد، محمد العظمة ، في تصريح مماثل ، أنه في إطار هذه المرحلة الثالثة (2019 – 2023) للمبادرة الوطنية على مستوى العمالة ، تم إلى حدود شتنبر المنصرم ضمن برنامج تحسين الدخل والادماج الاقتصادي للشباب تمويل 94 مشروعا.
وأشار إلى أن مشروعي “المأكولات الخفيفة ” و”مركز التجميل والتكوين” يندرجان في إطار هذا البرنامج ، وتحديدا محور تحسين الدخل الذي يروم دعم المقاولة الذاتية والشركات والتعاونيات التي تجاوز عمرها أكثر من سنة.
وأضاف أن هذين المشروعين استفادا من تمويل المبادرة بنسبة 60 في المائة من الكلفة الاجمالية ، بالإضافة إلى التكوينات التي توفرها منصة الشباب لفائدة حاملي المشاريع وكذا المواكبة والتتبع من بداية فكرة المشروع إلى غاية تنزيله على أرض الواقع.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.