نتنياهو على أبواب الفوز في الانتخابات والصحف الإسرائيلية منقسمة بين مرحب ومتوجس
انقسمت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم الخميس بين مرحب ومتوجس من احتمال فوز زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو، وحلفاؤه من اليمين المتطرف في انتخابات الثلاثاء.
وفي انتظار الإعلان عن النتائج الرسمية النهائية لهذه الانتخابات، وهي الخامسة في أقل من أربع سنوات، مايزال تحالف نتنياهو متقدما بعد فرز ما يقرب من 90 في المائة في الأصوات وهو ما قد يؤهله لتشكيل حكومة مريحة، بعد أربع انتخابات غير حاسمة.
ويتصدر نتنياهو حاليا الى جانب حلفائه الدينيين والقوميين المتطرفين النتائج، أبرزهم حزب الصهيونية الدينية برئاسة إيتمار بنغفير وبتسلئيل سموتريتش، وهو ما يظهر أنه سيعود بقوة متفوقا على خصومه بزعامة يائير لابيد، الذين أعلنوا سابقا تحالفا هجينا من اليمين واليسار والوسط والعرب من أجل الإطاحة به وحمله على مواجهة ثلاثة قضايا فساد معروضة أمام القضاء، سيكون له بعد تسلم مقاليد الحكم المجال لوقفها كلها.
صحيفة “إسرائيل هايوم” كتبت أن هذه النتائج، لا تقل عن صدمة كهربائية لنخبة الأشكناز اليسارية في إسرائيل، وهي الأحزاب التي يمثلهم يش عتيد (حزب رئيس الوزراء الحالي لابيد) والعمل وميرتس أي الحكومة المنتهية ولايتها، بعد أن تلقت رسالة واضحة بعدم الثقة فيها.
وأضافت: إن الغالبية العظمى رفضت تجاهلها (الحكومة) لحائط المبكى، وتشغيل وسائل النقل العام يوم السبت (شاباط)، وعلى الخصوص النظام القضائي الذي تعرض لضربة قوية.
وأضافت الصحيفة إن “إسرائيل هي في الغالب يمينية ودينية وتقليدية. تمنح إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش قوة أكبر من قوة حزب العمل وميريتس، وتمنح للأرثوذكس المتطرفين أكثر مما تمنحه لأفيغدور ليبرمان، وأكثر لليكود من يش عتيد”.
وكتبت الصحيفة: إذا أصبح نتنياهو رئيسا للوزراء مرة أخرى، فسيتعين عليه التعامل مع نفس النواقص والتشوهات التي أهملها في فتراته السابقة. وقد أشار لذلك بجدارة خلال عام ونصف في المعارضة: استعادة السلطة من المحكمة العليا إلى الكنيست، وإنهاء الابتزاز الإجرامي، واستعادة الحكم، والحفاظ على المنطقة ج. وهذه المرة سيتعين عليه أخيرا أن ينجح بالكامل”.
صحيفة “جريزاليم بوسط” ذكرت أن مسؤولين سابقين في الموساد والجيش الإسرائيلي عبروا يوم الأربعاء عن مخاوف بشأن حصول قائدي الحزب الصهيوني الديني بتسلئيل سموتريش وإيتامار بن غفير على حقائب وزارية وازنة خصوصا الدفاع والأمن العام، وحصولهم بالتالي على معلومات فائقة السرية متعلقة بالدفاع.
وأضافت الصحيفة أن هذين الأخيرين انتقدا بصوت عال الشاباك (وكالة الأمن الإسرائيلية) والجيش الإسرائيلي في الماضي لقمع عنف المستوطنين اليهود ضد الفلسطينيين، مشيرة الى أنه كان ينظر إلى بن غفير على أنه متطرف للغاية في شبابه لدرجة أن الجيش الإسرائيلي رفض تجنيده.
ونقلت الصحيفة عن رئيس الموساد السابق داني ياتوم قوله “أنا لست قلقا بشكل خاص هذه هي الديمقراطية. أفترض أنهم سيظهرون المسؤولية فيما يتعلق بالمعلومات الاستخباراتية”.
ونقلت الصحيفة أيضا عن ضابط كبير سابق قوله “على الرغم من أنها قضية سياسية بالكامل، إلا أنها ستكون صعبة إذا تولى سموتريتش أو بن غفير مناصب دفاعية عليا”.
وأضافت الصحيفة نقلا عن أحد كبار المسؤولين الأمنيين “فيما يتعلق بالهجمات الإرهابية التي يشنها الفلسطينيون ضد الإسرائيليين وقوات الجيش الإسرائيلي، إذا حصل بن غفير وسموتريتش على حقيبتي الدفاع والأمن الداخلي، لا أعتقد أنهما يستطيعان التعامل معها.. وإذا استمر العنف في الضفة الغربية فسوف يمتد عبر الخط الأخضر. إنها لا تبقى أبدا في الضفة الغربية، وأتوقع أن العديد من الإسرائيليين العرب الذين يستخدمون أسلحتهم ضد إخوانهم بطرق إجرامية، قد يلجأون يوما ما إلى شن هجمات ضد الإسرائيليين”.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.