تدخل المنتخبات العربية لكرة القدم ،دائرة المنافسة في مونديال “قطر 2022” بطموحات منطقية غير بعيدة عن تمني جماهيرها في معاينتها تذهب أبعد في نهائيات المسابقة، وتسجل حضورا مشرفا، ولا تكتفي بالخروج من دور المجموعات.
وتشارك أربعة منتخبات عربية في المونديال القطري، وهي منتخب قطر ،البلد المستضيف، ومنتخبات المغرب والسعودية وتونس.
وخاضت المنتخبات الأربعة عدة مباريات ودية دولية أخيرة قبل انطلاق الحدث الكروي، وتراوحت نتائجها بين أداء مغربي مقنع ومستوى تقني مطمئن، وتراجع قطري وتونسي واستقرار سعودي.
وقد ظهر المنتخب المغربي وفي الاختبار الأول للمدرب الوطني الجديد وليد الركراكي، بشكل متجانس وقوي، خاصة مع عودة النجوم حكيم زياش ونصير مزراوي، اللذان ابتعدا عن المنتخب بسبب خلافات مع المدرب السابق خليلوزيتش، حيث قدم أداء رائعا أمام منتخب الشيلي، أحد كبار قارة أميركا الجنوبية، واستطاع الفوز بهدفين نظيفين عن جدارة.
وفي المباراة الثانية تعادل المنتخب المغربي سلبا مع منتخب البارغواي، العنيد دفاعيا، مما تسبب بانتقادات للخط الهجومي، لكن الإشادة جاءت للدفاع الذي حافظ على نظافة شباكه في لقاءين. بيد أنه بالرغم من الأداء القوي للمنتخب المغربي، إلا أن مجموعته في المونديال معقدة، فهي تضم اثنان من عمالقة أوروبا، المصنف أولا بلجيكا، ووصيف المونديال كرواتيا، بالإضافة إلى منتخب كندا الذي أظهر قوة وتنظيما كبيرين في المباريات الودية وفي الإقصائيات، متفوقا على منتخبي الولايات المتحدة والمكسيك في الترتيب.
بيد أنه في حال حصد “أسود الأطلس، نقطة واحدة فقط من أول مباراتين، تبقى حظوظه قائمة بالتأهل، لو استطاع تجاوز منتخب كندا الذي يخوض مشاركته الأولى في كأس العالم منذ 1986، وليس في تشكيلته نجوم كبار، أي أن أمل المغرب سيكون معلقا على الفرصة الأخيرة.
أما المنتخب السعودي فعلى غرار منتخب المغرب، وقع في مجموعة صعبة للغاية ، تضم منتخبات الأرجنتين والمكسيك وبولندا، وهي منتخبات مدججة بالنجوم، ولديها خبرة في المسابقة لذلك تأهل منتخب السعودية من المجموعة قد يكون في حال الفوز على منتخب المكسيك والتعادل مع منتخب بولندا.
والمنتخب السعودي يشهد صحوة كبيرة، تحت قيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينار، الذي قادهم للمونديال بعد تصدر التصفيات الآسيوية.
وخلال التوقف الدولي، قدم الفريق “الأخضر” مستوى جيدا ووقف الند للند أمام منتخب الإكوادور ومنتخب الولايات المتحدة، وهما منتخبان يمتلكان خبرة كبيرة في المونديال وبأسماء محترفة أوروبيا.
من جهته، لايظهر المنتخب التونسي بصورة مطمئنة قبل المونديال، حيث حقق فوزا صغيرا 1-0 على منتخب جزر القمر، ثم هزيمة عريضة 1-5 أمام البرازيل.
وقياسا مع كأس إفريقيا للأمم الأخيرة، والوديات ، لم يظهر المنتخب التونسي بشكل مقنع حتى الآن، على أمل تصاعد المستوى خلال المونديال.
لذلك على المنتخب التونسي تجاوز أحد العمالقة الأوروبيين، فرنسا أو الدنمارك، بالإضافة إلى أستراليا، للعبور إلى الدور الموالي ، وهي مهمة تبدو صعبة جدا بحكم الأداء الحالي.
وتبدو مجموعة قطر هي الأنسب مقارنة بمنتخبات العرب الأخرى، فقد وقعت مع منتخبات هولندا والسنغال والإكوادور، وهي منتخبات يستطيع منتخب قطر خطف النقاط منها، مما يجعل فرصه بالتأهل للدور التالي ممكنة جدا.
وترجيح كفة المنتخب القطري في التأهل على حساب باقي المنتخبات العربية، يعود إلى عدة عوامل، أبرزها أن المجموعة الأولى التي توجد فيها قطر، تعتبر في المتناول نسبيا ، مقارنة مع المنتخبات التي وقعت معها باقي الفرق العربية.
و م ع