انتخابات التجديد النصفي 2022 : الناخبون الأمريكيون يصوتون من أجل إنقاذ الاقتصاد ومستقبل الديمقراطية

بداخل مقر المكتبة العمومية لحي “كليفلاند بارك” بالعاصمة واشنطن، شرع مكتب للتصويت برسم انتخابات التجديد النصفي 2022، ومنذ الصباح الباكر، في استقبال الناخبين الأمريكيين، الذين يرغبون في إسماع أصواتهم وتأمين مستقبل أفضل للجيل القادم.

بعض الناخبين يضعون ورقة الاقتراع داخل صندوق خاص تم وضعه في مدخل المبنى، فيما البعض الآخر يلج الفضاء المخصص للتصويت داخل البناية.

في تصريحات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء، عبر العديد من المواطنين الذين أدلوا بأصواتهم اليوم الثلاثاء، عن انشغالاتهم التي تتراوح بين الآنية المرتبطة بتدبير شؤون المواطنين على مستوى الحي والمدينة، وبين انشغالات أكبر ترتبط بمستقبل الديمقراطية في الولايات المتحدة.

أثناء مغادرتها لمكتب التصويت، تعبر أليسون، 36 سنة، عن أهمية التصويت في هذه الانتخابات، وذلك بعد فترة الجائحة التي أثرت كثيرا على العديد من السكان والأعمال في مختلف القطاعات.

وتقول إن “الأهم الآن يتمثل في الإبقاء على الحركية التجارية وضمان استمرار الأعمال في المطاعم والمحلات التجارية”.

آخر استطلاعات الرأي تظهر أن الانشغالات الرئيسية للناخبين الأمريكيين تتمثل في الاقتصاد والتضخم، والحق في الإجهاض، ووضعية الديمقراطية، والجريمة، والهجرة.

مصطحبة صغيرتها سوير البالغة من العمر 18 شهرا، تلج كريستن، وهي مدرسة في نهاية عقدها الثالث، إلى مركز التصويت للإدلاء بصوتها في هذا الاقتراع الحاسم، الذي يشهد تنافسا حادا بين الحزب الديمقراطي الذي يرغب في الحفاظ على أغلبيته في الكونغرس، والجمهوري الذي تمنحه استطلاعات الرأي أفضلية.

بالنسبة لكريستن، تكمن أهمية تصويتها اليوم في ضمان مستقبل أفضل لابنتها، معربة عن الأمل في تغييرات إيجابية لبلدها بصفة عامة والمدينة بشكل خاص. وتقول “أرغب في أن يتحقق مزيد من الدعم والتضامن في صفوف المجتمع، وأن يهتم الجميع بالحفاظ على البيئة”.

تعتبر سامي، 43، التي تعلن انتماءها الديمقراطي، رغم ارتدائها لنظارات طبية حمراء! (لون الحزب الجمهوري)، أن الاقتراع الحالي يحمل رهانات متعددة، لكونه يشمل عددا من الاستحقاقات الانتخابية على الصعيدين المحلي والوطني على أوسع نطاق.

وتلح سامي، التي يرافقها صغيرها البالغ من العمر تسع سنوات، على أن الانتخابات تمنحها الفرصة لإسماع صوتها، مضيفة أن أهمية هذه الانتخابات تكمن أيضا في القدرة على اتخاذ المواطنين للقرار بشأن تدبير شؤونهم محليا ووطنيا، والحرص على الديمقراطية.

“المسار الديمقراطي هو الأهم”، تؤكد إحدى السيدات أثناء مغادرتها مكتب التصويت رفقة صغيريها، وتؤكد قائلة “أيا كانت نتيجة الاقتراع فالمسار الديمقراطي هو الأهم ويتعين على الجميع التصويت”.

هذ المسار الديمقراطي يكتسي أهمية قصوى كذلك بالنسبة لجيري، 56 سنة، الذي أكد أن القدرة على التعبير عن صوته يعد أمرا جوهريا، معتبرا أن تحقيق السلم على المدى الطويل يعد رهانا أساسيا للتصويت في هذا الاقتراع.

في لقاء مع عدد من المنابر الإعلامية المعتمدة بالعاصمة الأمريكية، يستعرض المسؤول عن الإعلام بمجلس الانتخابات بالعاصمة دي سي، نيك جيكوبز، مختلف الإجراءات المتخذة لضمان حسن سير العملية الانتخابية، من خلال تدريب العاملين وتوفير طرق عدة لتيسير مهمة التصويت على الناخبين.

المسؤول قدم، بهذه المناسبة، شروحات حول كيفية عمل نظام التصويت الإلكتروني، وأكد، في هذا الإطار، على الأهمية التي يكتسيها تأمين سلامة التصويت، وبالتالي نزاهة الاقتراع.

على صعيد البلاد، صوت أزيد من 42 مليون شخص بشكل مبكر، مما يجسد الإقبال الكبير على هذه الاستحقاقات الانتخابية، التي يعلق عليها الأمريكيون آمالا كبيرة لتحقيق طموحاتهم في إنقاذ الاقتصاد من براثن التضخم، والحفاظ على الديمقراطية.

خارج مقر مكتب التصويت، وعلى بعد خطوات قليلة بمحاذاة مكتبة “كليفلاند بارك”، يصطف مساندو عدد من المرشحين من كافة الأطياف، يناولون المارة، ومن بينهم عدد كبير من الناخبين، بطاقات لدعم هذا المرشح أو ذاك، في خطوة أخيرة للتأثير، واستمالة، ربما، بعض الناخبين الذين يظلون مترددين إلى حين وقوفهم أمام آلة التصويت الإلكتروني.

ممثلة أحد المرشحين المستقلين العاصمة تشهد تحولا وفي حاجة إلى صوت جديد، مؤكدة أن المدينة في حاجة لريادة تعمل على ربط الجسور ورأب الهوة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري والدفاع عن الحقوق.

وإلى جانبها، تقف ممثلة مرشح ديمقراطي لتدبير شؤون الحي، مرتدية قميصا أزرق (لون الحزب الديمقراطي)، متحدثة عن أهمية قضايا الحي بالنسبة للسكان، خاصة ما يرتبط بتعزيز البنيات التحتية وتوفير الأمن.

في نداء أخير لاستمالة الناخبين، تصطف لافتات المرشحين لمختلف الاستحقاقات الجارية برسم التجديد النصفي، على الأرضية المحاذية لمبنى المكتبة، وبالقرب منها إشارة برتقالية تنبه إلى “انتهاء أشغال الصيانة على الطريق”، غير أن ورش الديمقراطية بالولايات المتحدة لا يبدو أنه سينتهي قريبا، في ظل تقاطبات سياسية شديدة ودعوات متواصلة، من كافة الأطياف، إلى حماية مستقبل الديمقراطية في البلاد.

و م ع