شكل التاريخ والثقافة المغربية الغنية والمتنوعة، موضوع أمسية أقيمت أمس الاثنين ببروكسيل، بشراكة بين جمعية “أصدقاء المغرب” وسفارة المملكة ببلجيكا.
وخلال هذه الأمسية المنظمة برحاب نادي “لوسيركل رويال غولوا”، والتي شهدت حضور نخبة من الشخصيات المنتمية لعوالم السياسة والأعمال والثقافة ببلجيكا، تم الاحتفاء بثقافة المغرب متعددة الروافد من خلال برمجة غنية شملت وصلات موسيقية وعرضا للمطبخ المغربي.
وبهذه المناسبة، قدم سفير المغرب ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ، محمد عامر، عرضا حول موضوع “محمد الخامس، ملك إنساني”، والذي سلط من خلاله الضوء على أبرز المحطات في حياة جلالة المغفور له الملك محمد الخامس، الذي تمكن من وضع اللبنات الأولى لمغرب الحداثة والأصالة والتعايش.
واختار السيد عامر التحدث عن مسار جلالة المغفور له الملك محمد الخامس من خلال ثلاثة تواريخ رئيسية، أولها 3 شتنبر 1939 حينما وجه أب الأمة نداءه للمغاربة من أجل مساندة الحلفاء والمشاركة في تحرير البلدان الأوروبية، التي كان جلها آنذاك قد وقع في قبضة الاحتلال النازي.
وفي هذا السياق، أوضح السفير أن نحو 100 ألف جندي مغربي كانوا في مقدمة القوات التي ساهمت في تحرير جزء كبير من الأراضي الأوروبية، لاسيما ببلجيكا حيث تشهد على ذلك معركة “جومبلو شاستر” التي سقط فيها العشرات من الجنود المغاربة.
وشكل يوليوز 1940 – بحسب السيد عامر – محطة بارزة أخرى في حياة جلالة المغفور له الملك محمد الخامس، حينما اعترض بقوة على تطبيق قوانين حكومة فيشي التي أرادت ترحيل اليهود المغاربة إلى معسكرات الاضطهاد النازية.
وأوضح في هذا الصدد، أن الموقف الشجاع لجلالة المغفور له الملك محمد الخامس مكن من إنقاذ حياة آلاف اليهود المغاربة، الذين يظلون مدينين لجلالته وحريصين على إبقاء الصلة قوية مع بلدهم الأم المغرب أينما وجدوا في جميع بقاع المعمور.
وأضاف السفير أن جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني ووارث سره صاحب الجلالة الملك محمد السادس واصلا نفس النهج الحكيم، من خلال تعزيز قيم التعايش وتعزيز الروابط بين مختلف مكونات الشعب المغربي، الذي يعد اليهود المغاربة لبنة أساسية من بين باقي لبناته.
وبحسب السيد عامر، فإن نونبر 1956، تاريخ استقلال المغرب، هي من دون شك محطة بارزة أخرى في مسار جلالة المغفور له الملك محمد الخامس، وذلك في أعقاب عودة جلالته من المنفى، مبرزا قيم الصبر والتضحية والوطنية الصادقة التي أبان عنها خلال هذه المرحلة العصيبة من تاريخ المغرب.
وأبرز في هذا السياق أن جلالة المغفور له الملك محمد الخامس كان يتحلى بشجاعة كبيرة جعلته يقوم بخيارات سياسية واقتصادية مغايرة للتوجهات التي كانت سائدة آنذاك، معتبرا أن الاقتصاد المنفتح والتعددية السياسية كانت من أبرز معالم هذا التوجه.
وخلص السفير إلى أن الوضع العالمي والتهديدات التي تخيم على البشرية اليوم، تستدعي التذكير بجهود عدد من الرجال العظام مثل جلالة المغفور له الملك محمد الخامس، الذي أضحت القيم التي طالما دافع عنها تعود بقوة إلى الواجهة.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.