أكد الناقد السينمائي اللبناني، خليل حنون، أن تظاهرة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش أحدثت نقلة وتغييرا مهمين على مستوى المهرجانات السينمائية بالعالم العربي ورفع سقف التنظيم الذي تشهده.
وقال حنون في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش فعاليات الدورة التاسعة عشر للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش التي تختتم فعالياتها اليوم السبت، إن مهرجان مراكش، شأنه شأن مهرجان دبي السينمائي، يعد “من المهرجانات التي ساهمت بنقلة وبتغيير داخل أجندة المهرجانات العربية التقليدية”، موضحا أن نشأة وتطور هاتين التظاهرتين دفعا مهرجانات أخرى تقليدية للسعي لمواكبتها.
وحسب الناقد السينمائي، وهو محرر شؤون السينما في قناة الجزيرة، فإن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش استفاد من التجارب العالمية، ليرفع بذلك سقف المنافسة في مجال تنظيم التظاهرات السينمائية المماثلة على مستوى المنطقة العربية.
وفي سياق متصل، أبرز المتحدث أن ما يميز مهرجان مراكش، هو كونه ليس مجرد مناسبة لعرض الأفلام السينمائية، وإنما جزءا مهما من الصناعة السينمائية باعتباره يوفر سوقا سينمائية ويشكل موردا لدعم الأعمال السينمائية الشابة من خلال برنامج ورشات الأطلس.
ومما يميز هذه التظاهرة الدولية، يضيف حنون، هو أن مجال بروز ضيوفه لا يقتصر على عبور السجادة الحمراء في أماسيه، وإنما اتسع ليشمل تنظيم لقاءات حوارية لهم مع جمهور المهرجان بما يمكنهم من التعريف بتجاربهم وتقاسم خبراتهم مع الجمهور.
وأشار حنون الذي يعد أحد الصحفيين الذين يؤمنون تغطية فعاليات الدورة، إلى أن هذا الأمر يبرز جليا في فقرة “حوار مع..”، التي استضافت هذه الدورة عشرة من أبرز الممثلين والمخرجين عبر العالم، تقاسموا خلالها رؤاهم وتجاربهم في مجال السينما وأدوارها المجتمعية.
وفي تعليقه على الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية لهذه الدورة، قال الناقد السينمائي، وهو محرر شؤون السينما بقناة الجزيرة، إن هذه الأعمال السينمائية، شأن حال العالم، خرجت للتو من فترة الجائحة التي كان لها بالتأكيد تأثير على عملية التصوير.
واعتبر أن الأمر يتعلق بشكل عام بأفلام ملفتة تقدم مواضيع جديدة برؤى جديدة، معتبرا أن شكل المسابقة باعتبارها تكافئ الأفلام الأولى أو الثانية لمخرجيها، يساهم في تشجيع المواهب الشابة وإعطائها الفرصة لتبرز نفسها ويتم تسليط الضوء عليها بشكل أكبر.
يشار إلى أن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش تم إحداثه سنة 2001 من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وذلك من أجل تعزيز وتطوير الفن والصناعة السينمائيين في المغرب.
وأصبح المهرجان اليوم، وبعد أزيد من 20 سنة، فضاء للتعبير ولاكتشاف المواهب السينمائية، حيث يرفع عاليا رهانات التنوع والتبادل والإثراء.
كما يعد المهرجان، حسب المنظمين، فرصة بالنسبة للمغرب لاستقبال وتكريم شخصيات متميزة من عالم الفن السابع، إلى جانب تمكنه من استقطاب جمهور واسع سواء على الصعيدين الوطني أو الدولي، ليحظى بسمعة عالية وبمكانة مرموقة.
و م ع