الصحافة البلجيكية : المغرب يقلب النظام العالمي ويتأهل إلى ربع نهائي كأس العالم
حظي الإنجاز التاريخي لأسود الأطلس، الذين تمكنوا من التأهل إلى دور ربع نهائي كأس العالم في قطر-2022، بتغلبهم يوم أمس الثلاثاء على المنتخب الإسباني، أحد أكبر المرشحين للظفر باللقب، باهتمام واسع النطاق من طرف الصحافة البلجيكية، التي احتفت بفريق “موهوب، متماسك، منظم ومتضامن”.
هكذا، كتبت صحيفة “لوسوار” تحت عنوان “المغرب يقلب النظام العالمي” أن “المفاجآت بشكل عام لا تدوم إلا لفترة وجيزة.
فإذا كان دور المجموعات قد سمح لبعض الدول بكتابة أجمل صفحات تاريخها (المملكة العربية السعودية، إيران، تونس، أستراليا…)، وإذا كانت القارات الخمس ممثلة لأول مرة في دور ثمن كأس العالم، فإن “النهائي الثامن” القطري أعاد ترتيب الأوراق، وامتثل لمنطق رياضي معين. على الأقل، في جزء كبير منه، لأن المغرب وحده، الذي تمكن من إقصاء إسبانيا، هو الذي نجح في زعزعة التسلسل الهرمي الذي تشكل على مدى عقود”.
وأشارت الصحيفة عالية السحب إلى أن المغرب أضحى رابع بلد إفريقي يصل إلى ربع نهائي المونديال، لافتة إلى أن إفريقيا تنتظر دائما المزيد، ولا يزال بإمكان هؤلاء المغاربة اللامعين أن يخلقوا المفاجأة عند نهاية هذه المنافسات.
وأضافت اليومية أنه “في حال التأهل إلى دور النصف، سيكون ذلك أول إنجاز من نوعه في القارة. ومع أن ذلك لا يزال بعيدا إلا أنه يتعين التحلي بالتفاؤل لأبعد مدى، لاسيما أن التمثيلية الإفريقية ستتسع لتشمل تسع دول بحلول العام 2026”.
وبالنسبة لـ “لاليبر بيلجيك”، “كان ينبغي معاينة، وقبل كل شيء، سماع أصداء البهجة التي عمت ملعب المدينة التعليمية، لاستيعاب هذه السعادة. ففي ملعب مملوء أو يكاد بمشجعي أسود الأطلس، تمكن المغرب من كتابة صفحة في سجله التاريخي”.
وأضافت اليومية أنه “بعد تشويق رهيب، وركلات الترجيح التي لم تقم خلالها إسبانيا بترجمة محاولة واحدة منها إلى هدف، حقق رفاق سليم أملاح إنجازا وازنا. فقد ساد الألم حتى النهاية ولكن بعقلية أسود لا يشق لهم غبار، قادرين على الدفاع جيدا حتى آخر رمق، وخلق الفرص”.
من جهتها، اعتبرت صحيفة “لاديرنيير أور” أن “التضامن كان هو المفتاح. فالمغرب معروف بملكاته التقنية، لكن ما قدمه من حيث العقلية والتضحية والاستماتة كان مبهرا”.
وشددت الصحيفة على “التنظيم المثالي” للنخبة الوطنية، مسجلة أن المغرب، الثابت على نهج دفاعي 4-1-4-1، مع أمرابط مثير للإعجاب في خط الوسط، أغلق المنافذ على هذا المحور، حتى يترك الجوانب مفتوحة على نحو أكبر، حيث لم يمكن صعود موراتا والعرضيات الإسبانية الـ 26 ذات جدوى.
وأضافت الصحيفة “بالنسبة للمغرب، كان الدفاع الجيد عنصرا أساسيا، والاندفاع سريعا إلى الأمام بمثابة سلاح. فقد كان بوفال، في هذا الدور، جيدا للغاية، بينما كان زياش، حتى وإن كان خجولا بعض الشيء، أكثر اتساقا، بينما كان حكيمي يسانده من الخلف. فكل هذا أعطى مجموعة صلبة، وهنا كان المغرب هو الذي خلق المفاجأة الأولى في المونديال”.
وخلصت إلى أن الكلمة الأخيرة كانت لبونو، أو بالأحرى اللمسة الأخيرة عندما صفق في مؤتمر صحفي للصحفي المغربي وهو يبكي أثناء شكره.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.