شكل اللقب العالمي للعداء المغربي سفيان البقالي في سباق 3000 متر موانع خلال منافسات بطولة العالم، التي أقيمت في يوليوز الماضي في يوجين بالولايات المتحدة، نقطة مضيئة في ظل النتائج المتباينة لألعاب القوى الوطنية على المستويين القاري والعالمي.
وكسر البقالي، البطل الأولمبي في سباق 3000 م موانع في طوكيو، الهيمنة الكينية على هذه المسافة، وكتب اسمه بأحرف من ذهب في سجل أبطال المسابقة.
وأصبح البقالي، من دون شك، بعد هذه الإنجازات، حامل مشعل ألعاب القوى المغربية في السنوات الأخيرة، كما أنه الوحيد الذي صعد إلى منصة التتويج في يوجين، تماما كما حدث في أولمبياد طوكيو الأخيرة، حيث ظلت التخصصات الأخرى بعيدة عن الأضواء.
واستطاع البقالي بزمن قدره 8 د و25 ث و 100/13، إنهاء هيمنة العدائين الكينيين ب 7 ألقاب عالمية متتالية، آخرها تعود إلى كونسلسوس كيبروتو، في حين اكتفى الإثيوبي لاميتشا جيرما بالميدالية الفضية (8د و26ث و100/01)، بينما حل كيبروتو ثالثا (8د و27ث و100/92). وكانت هذه هي المرة الأولى منذ سنة 1991 التي تغيب فيها كينيا عن أول مركزين. كما كانت أول ميدالية ذهبية مغربية في بطولة العالم لألعاب القوى منذ تتويج جواد غريب في الماراطون خلال نسخة هلسنكي 2005.
البقالي هو أيضا المغربي الوحيد الذي صعد إلى منصة التتويج في بطولة العالم في لندن 2017 (فضية)، ثم في الدوحة 2019 (برونزية).
وفي المقابل، فشل الرياضيون الآخرون المشاركون في يوجين في التألق، بسبب قلة الخبرة ولكن أيضا نظرا للمستوى العالي للرياضيين المشاركين.
ونجح البقالي في يونيو الماضي بالرباط، في التفوق على منافسه الإثيوبي جيرما، ضمن ملتقى محمد السادس الدولي لألعاب القوى، الجولة الرابعة من الدوري الماسي، والذي عاد بعد غياب لمدة سنتين بسبب فيروس كورونا.
وأحرز البطل المغربي الأولمبي والعالمي أفضل توقيت عالمي للسنة (7د و 58 ث 100/28)، خلال هذه الجولة التي نظمت تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وحطم البقالي الرقم القياسي للملتقى الذي يملكه الكيني كونسيسلس كيبروتو (8د 02ث و100/77)، الذي صمد منذ 22 ماي 2016.
كما فاز بالسباق النهائي ل 3000 متر موانع في ملتقى زيوريخ (سويسرا)، ضمن الدوري الماسي، متقدما على الإثيوبي جيتنيت ويل والكيني أبراهام كيبيوت، مؤكدا بذلك تسيده هذا التخصص. وكان سفيان البقالي، الذي لم يهزم في عام 2022، ضمن المراكز الخمسة الأولى في القائمة النهائية للرياضيين الذين تم اختيارهم للفوز بجائزة أفضل عداء في العالم لسنة 2022. وخلال دورة ألعاب التضامن الإسلامي الخامسة التي نظمت مابين 9 إلى 18 غشت في قونية بتركيا، تمكن الرياضيون المغاربة من التألق هذه المرة بمجموع 14 ميدالية (4 ذهبية و 3 فضية و 7 برونزية).
وحصد الذهب كل من عبد الرفيع بوعسل في سباق 3000 م موانع، ونورا النادي في 400 م حواجز، وعبد اللطيف صديقي في 1500 م و الفريق المغربي (ذكور) في سباق التتابع 4 مرات 400م.
وفي ألعاب البحر الأبيض المتوسط (وهران-2022)، التي أقيمت في الفترة من 25 يونيو إلى 5 يوليوز، فاز الفريق الوطني لألعاب القوى، المكون بشكل عام من المواهب الشابة، بميداليتين ذهبيتين بفضل محسن أوطلحة (نصف الماراطون) وسفيان بوقنطار (5000 م).
وينضاف إلى ذلك الميدالية البرونزية التي فاز بها صلاح الدين بن يزيد في سباق 3000 م موانع، في بطولة العالم لأقل من 20 سنة في كالي بكولومبيا (1-6 غشت)، بالإضافة إلى المشاركة في بطولة إفريقيا الـ22 في جزر موريس (8-12 يونيو) حيث تم احتلال المركز السادس عشر في جدول الميداليات بعد فوز الرياضيين المغاربة بميدالية ذهبية واحدة وفضيتين وثلاث نحاسيات.
على الصعيد الوطني، فازت المغربية فاطمة الزهراء كردادي بالدورة ال32 من ماراطون مراكش الدولي في 15 ماي ، وسيطرت المغربيات على المراكز الثلاث.
من جهته، فاز العداء المغربي سمير جوهر بمارطون الدار البيضاء الدولي في 30 أكتوبر، متقدما على مواطنيه مصطفى حدادي وعمر شيتاشن.
ولدى السيدات، كان الفوز من نصيب الكينية أوميانغي جان مورا كيزاد التي تغلبت على المغربية كلثوم بوعسرية والكينية شيلانغات سانغ.
واكتسب الرياضيون المغاربة الشباب المشاركون في مختلف المسابقات الوطنية والدولية التي أقيمت هذا العام المزيد من الخبرة وتمكنوا من التنافس مع أفضل الرياضيين في العالم للاستحقاقات القادمة، ومن أبرزها بطولة العالم المقبلة في بودابست عام 2023 و دورة الألعاب الأولمبية المقررة عام 2024 في باريس.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.