بعد سنتين استثنائيتين، تمكن القطاع السياحي بجهة مراكش – آسفي من استعادة حيويته وجاذبيته رويدا رويدا خلال سنة 2022، مع عودة ملحوظة للسياح المغاربة والأجانب.
وهكذا، زار حوالي مليون و735 ألفا و487 سائحا المدينة الحمراء خلال الفترة ما بين يناير ونونبر 2022 مقارنة بمليونين و482 ألف و28 سائحا في نهاية نونبر 2019 (السنة المرجعية)، أي بمعدل استرداد 70 في المئة، وفقا لإحصائيات المندوبية الجهوية للسياحة بمراكش – آسفي.
وأشار المصدر نفسه إلى أن معدل استرداد الإقامات الليلية خلال الأشهر التسعة الأولى من السنة الحالية بلغت 71 في المئة، حيث بلغ عدد الإقامات 5 ملايين و500 ألف و591 مقابل 7 ملايين و750 ألف و496 عند متم نونبر 2019، مضيفا أن معدل الإشغال تحسن بنسبة 52 في المئة في نهاية نونبر 2022 مقارنة بنسبة 65 في المئة عند متم نونبر 2019.
وأكدت المندوبية أنه، بالنسبة لهذه الإحصائيات، يجب الأخذ بعين الاعتبار حوالي شهرين من عدم النشاط، أي شهر يناير عندما تم إغلاق الحدود، وشهر فبراير عندما احتاجت شركات الطيران بعض الوقت لإعادة برمجة الرحلات الجوية.
وقال الكاتب العام للجمعية الجهوية للصناعة الفندقية بمراكش- آسفي، مصطفى أماليك، في حديث أدلى به لقناة (M24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، “بعد سنتين من الأزمة الصحية والاقتصادية غير المسبوقة، الناجمة عن جائحة كورونا، استعاد قطاع السياحة، أخيرا، حيويته السابقة في مراكش، بعد عودة السياح المغاربة والأجانب، عقب فتح الحدود في 07 فبراير 2022”.
ويرى السيد أماليك أن إعادة فتح الحدود تظل إحدى العوامل الرئيسية في هذا الانتعاش، موضحا أن “السياحة الدولية تعتمد على النقل الجوي، وقد عاينا، بالفعل، إعادة برمجة رحلات من قبل شركات الطيران، وبالتالي إعادة الربط الجوي مع الأسواق المصدرة للسياح”.
وأشاد، في هذا الصدد، بالجهود التي بذلها جميع الفاعلين في القطاع، لاسيما المكتب الوطني المغربي للسياحة، بهدف الحفاظ على الشغف نحو الوجهة، وكذا استعادة حصص السوق المفقودة خلال فترة الجائحة التي اتسمت على الخصوص بإغلاق الحدود.
وأشار السيد أماليك إلى أن الجائحةـ ورغم تأثيرها السلبي على القطاع، إلا أنها أتاحت فرصة لتعزيز السياحة المستدامة والمسؤولة التي تضع الابتكار في خدمة الاستدامة.
وأضاف “من الدروس التي يجب تعلمها من الجائحة، هو امتلاك ثقافة تدبير الأزمات والقدرة على الصمود، وإعادة ابتكار السياحة المستدامة التي تتكيف مع التغيير في سلوك المستهلكين وتنويع الأسواق، لاسيما السوق المحلية”.
وانتهز السيد أماليك هذه الفرصة لحث الفاعلين في القطاع على دراسة طرق تطوير السياحة المستدامة القادرة على مواجهة التحديات الصحية والبيئية والاقتصادية، وإظهار روح الابتكار والتعاون، والتخطيط لمستقبل أفضل في إطار نهج تشاركي بين المهنيين والمجتمع المدني وجميع الشركاء.
كما دعا إلى تطوير الأسواق التقليدية واستهداف أسواق جديدة، لاسيما الصين والولايات المتحدة وإسرائيل وأمريكا اللاتينية (البرازيل والمكسيك.. )، دون إغفال السوق الوطنية التي اضطلعت بدور مهم في إنعاش القطاع.
وبالنسبة للتوقعات خلال 2023، دعا السيد أماليك إلى اعتماد استراتيجية تواصلية تستفيد من الديناميكيات التي عرفتها السنة الحالية، لاسيما بطولة كأس العالم بقطر 2022، التي منحت زخما استثنائيا للترويج للسياحة في المنطقة.
وخلص إلى أنه “يمكن للتوقعات أن تكون مشجعة للغاية خلال 2023 إذا استفدنا من هذه الدينامية التي يشهدها القطاع، كما يمكن الاستفادة من الإنجاز التاريخي الذي حققه المنتخب الوطني المغربي في كأس العالم بقطر والصورة الجميلة التي سوقها المنتخب عن المغرب في سائر أنحاء العالم. ومن أجل الاستفادة منها بشكل أكبر، ينبغي تطوير النقل الجوي انطلاقا من الأسواق الجديدة، خاصة من مسافات طويلة”.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.