شكل دور الكفاءات المغربية المقيمة في الخارج، كفاعلين رئيسيين في تنمية اقتصاد بلدهم الأم، محور أشغال النسخة الخامسة عشرة من يوم إنشاء المقاولة، التي انعقدت السبت في باريس بمبادرة من جمعية رواد الأعمال المغربية.
وسلط المشاركون خلال هذا اللقاء، الذي نظم تحت شعار “مغاربة العالم، فاعلون في تنمية المملكة”، الضوء على ديناميات مختلف جهات المغرب، مؤكدين أن الجالية المغربية، التي تعد فاعلا لا محيد عنه في تنمية البلاد، مدعوة إلى الانخراط بشكل أكبر في هذه الدينامية من خلال الاستفادة من خبرتها وكفاءتها المكتسبة في بلدان الاستقبال.
وبهذه المناسبة، أشار وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، في مداخلة له عبر الفيديو، إلى أن تشبث المغاربة المقيمين بالخارج ببلدهم الأصل هو “حقيقة راسخة”، مستعرضا الفرص غير المسبوقة للاستثمار، وإنشاء المقاولات على مستوى المملكة.
وقال إن المغرب اليوم “فاعل رئيسي” يتمتع ببنية تحتية عالمية المستوى وواحدة من أكثر المنصات الصناعية تنافسية في العالم، بالإضافة إلى موقعه الاستراتيجي المتفرد كمركز عند تقاطع عدة قارات، مستفيدا من أزيد من 50 اتفاقية تجارة حرة وتوفير الوصول إلى أكثر من 1.3 مليار مستهلك.
وأكد الوزير أن كل هذه العوامل تشكل “حججا قوية” لتشجيع الاستثمار، مشيرا إلى أن المغاربة المقيمين بالخارج مدعوون للمشاركة بشكل فاعل في جهود التنمية بالمملكة في السنوات الأخيرة وأن يكونوا المستفيدين الأوائل.
من جهته، أكد سعد بندورو، نائب رئيس بعثة بسفارة المغرب بباريس، أن مغاربة العالم لديهم قدرة حقيقية ومؤكدة على المساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمملكة من خلال بناء الجسور بين المغرب والبلد المضيف، والمشاركة، بحكم الواقع، في هذا “التلاقح المتبادل” الحامل للرخاء في العالم.
كما سلط الضوء على الكفاءات المغربية بالخارج، الغنية بمستوى تعليمها، وخبرتها التقنية وريادة الأعمال والتنظيمية وإتقانها لعلوم التكنولوجيات الجديدة، كرافعة في الورش الصناعي الكبير بالمغرب.
من جهتها، أشارت رئيسة جمعية رواد الأعمال المغربية، زينب حاتم، إلى أن الهدف من هذا الحدث هو تسليط الضوء على منظومة ريادة الأعمال في المغرب، وإتاحة الفرصة للمؤسسات والمنظمات المكلفة بمواكبة المقاولين ومغاربة العالم، لعرض منتجاتهم وتقديم عرض الخدمات التي يمكن أن تقدم للجالية المغربية المقيمة بالخارج.
وأشارت إلى أن هذا اليوم يسلط الضوء أيضا على برنامج (Tremplin Maroc)، وهو أداة لمواكبة إنشاء المقاولة بجمعية رواد الأعمال، والتي تهدف إلى مساعدة حاملي المشاريع المبتكرة على تحويل أفكارهم الخاصة بإحداث المقاولات في المغرب إلى أعمال واقعية وممكنة وقابلة للتطبيق من الناحية المالية.
وشكل هذا الموعد السنوي، الذي يختتم برنامج “Tremplin Maroc” فرصة للاحتفاء بحاملي المشاريع الفائزين في برنامج دعم خلق المقاولة خلال هذه النسخة الخامسة عشرة، كما تخلل هذا الحدث تنظيم موائد مستديرة وماستر كلاس ومناظرات.
وشارك في هذا الحدث الذي جمع مؤسسات مغربية وفرنسية وفاعلين بارزين في المشهد المقاولاتي والاقتصادي المغربي، القنصل العام للمملكة في باريس ندى بقالي حساني، ونائبة رئيس جهة إيل دو فرانس. المكلفة بالصحة والتضامن والأسرة، فريدة عدلاني.
وتهدف جمعية رواد الأعمال، التي تأسست سنة 1999 بباريس، إلى المساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمغرب من خلال ثلاثة محاور رئيسية هي، اكتشاف عالم إنشاء الأعمال والأخبار الاجتماعية والاقتصادية في المغرب، وإقامة علاقات تآزر بين الشركات الموجودة في المغرب والكفاءات المغربية بالخارج وتشجيع مغاربة العالم أو الأشخاص المرتبطين بشدة بالمغرب على إنشاء مقاولاتهم من خلال مسابقة Tremplin.
و م ع