استنكرت الرئاسة الفلسطينية، تصريحات وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش التي أنكر فيها وجود الشعب الفلسطيني، معتبرة أنها محاولة لتزييف التاريخ وتزويره، وتكشف عنصرية الحكومة الإسرائيلية التي تحاول إنكار وجود الشعب الفلسطيني الموجود على هذه الأرض منذ الأزل.
وأضافت الرئاسة الفلسطينية أن المحاولات الإسرائيلية لاختراع روايات كاذبة تنكر وجود شعبنا يفندها التاريخ الذي يؤكد بأن الشعب الفلسطيني صاحب هذه الأرض التي تمتد جذوره فيها إلى أعماق التاريخ، ولا يحتاج أصلا لأمثال سموتريتش للتعريف بتاريخه الممتد منذ فجر التاريخ.
وقال سموتريتش أمس الأحد بحسب ما نقلت عنه الإذاعة العبرية العامة “لا يوجد شعب فلسطيني.. هذا ليس سوى اختراع يعود عمره إلى أقل من مائة عام“.
وأضاف في كلمة أمام حشد في باريس أن “العرب اخترعوا شعبا وهميا من أجل التصدي للحركة الصهيونية وإن هذه الحقيقة التاريخية يجب أن تسمع في جميع أنحاء العالم بما في ذلك في البيت الأبيض“.
وقال سموطريتش الذي أثار قبل نحو ثلاثة أسابيع ضجة وإدانة دولية إثر تصريح له بضرورة “محو” بلدة حوارة الفلسطينية، قال “بعد 2000 عام في المنفى يعود شعب إسرائيل إلى دياره”.
ومن جانبه اعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية هذه التصريحات “تحريضية” ودليلا “قاطعا على الفكر الصهيوني العنصري المتطرف”.
وقال اشتية خلال اجتماع مجلس الوزراء في رام الله “هذه التصريحات التحريضية منسجمة مع المقولات الصهيونية الأولى +أرض بلا شعب لشعب بلا أرض+، وأنها أرض الميعاد … ادعاءات واهية ووهمية”.
وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني على أن إسرائيل “دولة استعمارية أنشأها المستعمرون والمستوطنون وتوسعت مثل أي استعمار استيطاني عبر التاريخ”.
كما أدان رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح تصريحات سموتريتش، مشيرا إلى أن استمرار التحريض ضد الشعب الفلسطيني نتج عنه “المجازر اليومية التي ترتكب بحق الفلسطينيين من الجيش الإسرائيلي والمستوطنين”.
وطالب فتوح في بيان المجتمع الدولي باتخاذ مواقف جدية من هذه التصريحات “الفاشية، باعتبارها دعوة وتحريضا على ارتكاب المجازر وتهجير شعبنا”.
وسبق أن دعا سموتريتش وهو زعيم “الصهيونية الدينية” الحريدي المتطرف بداية الشهر الجاري “لمحو” بلدة حوارة الفلسطينية جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية.
وجاءت دعوته في أعقاب هجمات واسعة لمستوطنين إسرائيليين على البلدة وأضرموا النيران في عشرات المنازل والسيارت والمتاجر فيما قتل فلسطيني برصاص إسرائيلي خلال الهجوم الذي جاء بعد ساعات من عملية إطلاق نار قتل فيها شقيقان إسرائيليان نفذها فلسطيني مسلح قرب حوارة.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.