آلاف المصلين يحجون إلى مسجد الكتبية في مراكش لأداء التراويح في أجواء روحانية مميزة

قبل سنتين

يحج الآلاف من المصلين، من الباحثين عن التبتل والزلفى من البارئ عز وجل في هذا الشهر المبارك، من كل أحياء مدينة مراكش لأداء صلاة العشاء والتراويح في مسجد الكتبية، تلك المعلمة التاريخية. عشرات الدقائق قبيل صلاة العشاء يتوافد المصلون على جميع أبواب المسجد، ومن كافة الأعمار، شيبا، وشبابا ونساء وأطفالا، متأبطين سجاداتهم وفي أياديهم قنينات ماء، قبل أن تطالعهم تلك الأعمدة التي تؤثث القاعة الكبيرة الموجهة للصلاة، والتي تتوسط باحة هذا المكان الروحي الرفيع، الواقع على مقربة من ساحة جامع الفنا العريقة. ففي تحلل تام عن الصخب الذي يسود بالساحة، يجد المصلون أنفسهم منغمسين في جو هادئ للغاية يسم الليالي المرصعة بالنجوم في المدينة الحمراء، حيث يتحد السكون الذي يطبع هذا المبنى ذا الحمولة التاريخية الطافحة مع الصوت الشجي لإمام المسجد، ليفضي إلى لحظة من الروحانية والتزود، وخير الزاد التقوى، في جو مليء بالتقوى والتبتل.

وفي هذا الصدد، أكد المندوب الإقليمي لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في مراكش، مصطفى كباب، أن “مسجد الكتبية، أيقونة مدينة مراكش، يستقبل كل مساء خلال شهر رمضان المبارك ما بين 8 آلاف و 10 آلاف مصل يحجون من مختلف الأحياء المحاذية لأداء صلاة العشاء وصلاة التراويح”.

وكشف في تصريح لقناة إم 24 الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المندوبية الإقليمية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية اتخذت، بتنسيق مع السلطات المحلية، حزمة من التدابير تهم الموارد اللوجستية والبشرية، وتهيئة الفضاءات، والصيانة والتنظيف، من أجل تمكين المصلين من إقامة الصلاة في طمأنينة وسلام، مضيفا أن هذه التدابير تم تتزيلها على مستوى 1270 مسجدا بالمدينة الحمراء.

من جهته، أعرب إمام مسجد الكتبية، الحبيب اعنينيش، عن اعتزازه بإمامة صلاة التراويح في هذا الصرح الديني، لافتا إلى فضائل هذا الشهر المبارك، أحد أركان الإسلام الخمسة، وصلوات التراويح التي لها مكانة خاصة في قلوب المغاربة. وأشاد بالرعاية السامية التي يحيطها بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، الشأن الديني، متضرعا إلى المولى عز وجل أن يحفظ جلالة الملك، أمير المؤمنين، حامي حمى الملة والدين.

وفي تصريحات مماثلة، أكد العديد من المصلين أن الصلاة في هذا المكان الذي تهوى إليه أفئدتهم والمحفوف بالبركة والتدبر حقيق بأن يتم التنقل إليه، ويرجع الفضل في ذلك بشكل خاص إلى القراءة المحب رة وصوت الإمام الشجي، إضافة إلى التنظيم المحكم الذي تتولاه المندوبية الإقليمية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والسلطات المحلية.

وباشرت المندوبية بتنسيق مع السلطات المحلية، تهيئة جميع فضاءات المسجد وجهزتها بمكبرات الصوت، والزرابي، والإنارة الخارجية، لتمكين المصلين من الصلاة في سلام و طمأنينة. كما تم تثبيت حواجز لتيسير حركة السير والجولان حول المسجد، إضافة إلى تسخير سيارة إسعاف وطاقم طبي طوال شهر رمضان تحسبا لأي تدخل عاجل. وتعكس هذه التدابير الاهتمام الموصول بهذه المعلمة الدينية مع السهر على راحة وطمأنينة المصلين، ممن يأتون لأداء واجبهم الديني تحت ظلال الصومعة الجلية لمسجد الكتبية التي يبلغ ارتفاعها 77 مترا، ويمكن رؤيتها من كل أمصار المدينة الحمراء، وهي التي تحمل قيم وتعاليم الإسلام دين الوسطية والاعتدال، والمنبنية على العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي.

و م ع

آخر الأخبار