أعلن البنك الأوروبي للاستثمار أمس الأربعاء، عن إطلاق دعم تقني تم تفعيله من قبل صندوق فجوة تمويل المناخ في المدينة لفائدة بلدية مدينة شفشاون من أجل تحسين خدمات تدبير النفايات العضوية ومعالجتها وتثمينها.
وأورد بلاغ مشترك للبنك الأوروبي والصندوق أن الدعم التقني يتضمن في بادئ الأمر تقييما لمكونات النفايات المنزلية لتقدير إمكاناتها الاقتصادية.
وسيمكن الدعم من بلورة مفهوم قابل للتطبيق على مستوى المخططات التقنية والمالية لتقليص كميات النفايات العضوية في المطارح والرفع إلى أقصى حد ممكن من مردوديتها لفائدة بلدية شفشاون إضافة إلى إعداد اقتراحات تطورات تنظيمية، أخذا بالاعتبار التدبير العام والخاص والجماعي لتقديم الخدمات.
وأوضح البلاغ أن “تدبير النفايات الصلبة بالبلديات بالمغرب ظل يقتصر على إزالة الأزبال مع تثمين ضعيف نسبيا. وتسعى مدينة شفشاون، في إطار تطبيق مخططها التوجيهي الجديد، مع هذا الدعم إلى تحسين خدمات تدبير النفايات من خلال استثمارات جديدة وتعزيز القدرات المحلية واعتماد الفرز من المصدر”.
ومن شأن هذا الدعم التقني والمالي الإسهام في تحقيق الأهداف البيئية المحلية والوطنية، عن طريق تقليص انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري مع الحرص على تحسين جودة حياة المواطنين والمستعملين. ويتعلق الأمر بمشروع رائد قابل لإعادة التطبيق في بلديات أخرى بالمغرب وفي المنطقة.
ونقل البلاغ عن محمد السفياني، رئيس بلدية مدينة شفشاون قوله: “باسم المجلس البلدي لشفشاون، أتقدم بالشكر لمسؤولي صندوق تمويل المناخ في المدينة والبنك الأوروبي للاستثمار لما يوفرانه من دعم تقني متنوع لتعزيز التخطيط والاستثمار الذكيين في مجال المناخ بمدن الدول النامية والناشئة. كما أشكر بهذه المناسبة أيضا، المديرية العامة للجماعات الترابية بوزارة الداخلية بدعم من إقليم شفشاون، والتي منحتنا دعما ماليا مهما لإغلاق مطرح النفايات بشفشاون وافتتاح مركز للطمر والتثمين يحترم القواعد المعمول بها”.
وأضاف أن “تحسين البيئة المعيشية وخاصة تدبير النفايات في مدينة شفشاون يشكل هاجسا مشتركا، سواء بالنسبة لأصحاب القرار أو للمواطن العادي، مما يشكل التزاما ذا أولوية لجماعة شفشاون. وعلاوة على ذلك، فإن هذا التحسين يندرج ضمن الإجراءات المقررة في إطار مخطط عمل الجماعة، كما يجب أن يأخذ هذا التدبير بعين الاعتبار فروع التثمين التي يمكنها خلق مناصب شغل خضراء لائقة والتصدي للتغيرات المناخية”.
ومن جانبها صرحت آنا بارون ممثلة البنك الأوروبي للاستثمار بالمغرب بأنه “من الضروري تثمين النفايات الحضرية بشكل أفضل، لأسباب بيئية واقتصادية ومن أجل الصحة العامة على حد سواء، لكن أيضا بغرض تعزيز تنمية اقتصادية معممة حاملة للابتكار وترسي القيم وتخلق مناصب الشغل”.
وأضافت أنه “بالنسبة للبنك الأوروبي للاستثمار، بصفته بنكا للمناخ، فإن أهدافنا المتعلقة بالاستدامة والأداء تعتبر أهدافا تكميلية، ونحن سعداء بدعم بلدية مدينة شفشاون من خلال هذا الدعم التقني الذي وضعه صندوق تمويل المناخ في المدينة، معززين بذلك القطاعين العام والخاص في الانتقال الأخضر على الصعيد المحلي والوطني”.
وتجدر الإشارة إلى أن صندوق تمويل المناخ في المدينة الذي فع له البنك الأوروبي للاستثمار بشراكة مع المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) يروم سد العجز التمويلي المناخي في المدن من أجل الوصول إلى سبل تمدن تتميز بقلة انبعاثات الكربون وتصمد أمام التغيرات المناخية.
ويندرج هذا الدعم أيضا في سياق أهداف الشراكة الخضراء بين المغرب والاتحاد الأوروبي ويمثل نموذجا جديدا وملموسا للطريقة التي يسهم بها التعاون الدولي والشراكات المحلية في تحسين جودة حياة السكان.
وبذلك يسهم هذا الدعم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة بغية توطيد الشراكات الفعالة والشاملة بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني من أجل تحقيق تنمية مستدامة.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.