03 ديسمبر 2024

الأدباء المغاربة الشباب يرسمون معالم جديدة للرواية المغربية والعربية (كاتب)

الأدباء المغاربة الشباب يرسمون معالم جديدة للرواية المغربية والعربية (كاتب)

أكد الكاتب المغربي، ياسين كني، أن الأدباء المغاربة الشباب الذين برزوا في السنوات الأخيرة في العالم العربي يرسمون معالم جديدة للرواية المغربية والعربية على حد سواء.

وقال كني في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة فوزه بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشرة في فئة الروايات غير المنشورة، التي تم الإعلان عن نتائجها مؤخرا في الدوحة عن روايته “ع ب ث”، إن “الكتاب المغاربة الشباب يمثلون اليوم شباب الم ع ب ر، شباب يحاول أن يدشن حركة تجريبية كبيرة من أجل أن يرسم معالم جديدة للرواية المغربية والعربية ويخلق نسقه الخاص ضمن خارطة الرواية العالمية”.

واعتبر كني في رده على سؤال حول منجز كتاب مغاربة شباب فازوا خلال السنوات الأخيرة بجوائز أدبية معروفة مثل جائزة كتارا، وبلغوا القوائم القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)، من قبيل عبد المجيد سباطة ومحسن الوكيلي وعيسى ناصر ويونس أوعلي وغيرهم، إنه إذا لقي هذا الحراك الروائي دعما وتشجيعا، يمكن القول إن هؤلاء الشباب يمتلكون الكفاءة لخلق ما يمكن أن نسميه رواية مغربية معاصرة.

وأضاف كني أنه “قرأت لجل الأسماء الشابة المغربية وأتابعهم من خلال إنتاجاتهم، ومن خلال علاقتي بالعديد منهم. وأتابع أيضا الحراك النقدي الموازي الذي يقوم به أيضا جيل جديد من النقاد أمثال المصباحي عبد الرزاق وسعيد الفلاق وغيرهم”، مؤكدا أن هذه الجهود الإبداعية منها والنقدية، ورغم فرديتها، إلا أنها تسير بسرعة كبيرة لتعبر هذه الفترة الانتقالية نحو وضع الرواية المغربية كنوع روائي مميز عربيا وعالميا.

وفي تفاعله مع سؤال حول ما إذا كانت الظفر بالجوائز الأدبية هو ما يشكل الشرارة ليصبح الكاتب معروفا، قال ابن آسفي، إن الجوائز الأدبية تقدم للكاتب منحتين أولاهما هي منحة تقييم المختصصين من لجنة تحكيم الجائزة، وثانيهما هي منحة التعريف بالكاتب لكي يتم تقييمه من طرف الجمهور.

واعتبر أن الجائزة الأدبية بهذا المعنى “هي فرصة يجب على الكاتب أن يستغلها ويثبت جدارته بها”، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة الانتباه إلى أن لكل كاتب رهانه، فهناك من له مشروع يجلب قارئا نوعيا، وهناك من تضمن له كتاباته انتشارا جماهيريا.

وعن تجربته الشخصية في هذا الإطار، قال كني إنه يشتغل على مشروع تعتبر رواياته الوجه الأدبي والإبداعي له، ويضم النقد والدراسات الثقافية والاجتماعية، مضيفا أنه يحاول، من خلال تعدد أوجه المشروع، أن يوسع دائرة القراء، “لكن الأهم أن أوسع دائرة التأثير وصناعة المعنى طمعا في المساهمة في التغيير الإيجابي محليا وإنسانيا”.

وعن أجواء رواية “ع ب ث” التي فازت بجائزة كتارا، قال الكاتب الشاب إنه اشتغل عليها خلال خمس سنوات تقريبا، موضحا أنها تتكون من ثلاثة أجزاء، كل جزء يحكي فيه السارد البطل حكايته، وكل حرف يشير لفصل ولشخصية”، مبرزا أنه “من خلال هذه الحكاية، نرصد الرؤى المتعددة للحكاية الواحدة، وأن الحقيقة هي متعددة وليست واحدة”.

وحسب الكاتب، فإن الرواية تعالج موضوعات النفس البشرية كموضوع رئيسي، لكنها تعالج أيضا مواضيع الحقوق والحريات وقدرة الفرد على الاندماج في المجتمع، مشيرا إلى أن الصعوبة الأكبر التي واجهته أثناء تحضير هذا العمل تكمن في حاجته للقراءة كثيرا في تخصص علم النفس والأمراض النفسية من أجل نقل صورة حقيقية للبطل.

وحول ما إذا كانت له نصائح يمكن أن يوجهها للشباب الذين يسعون لولوج عالم الكتابة والتأليف، قال كني “إن كنت في موقع يسمح لي بذلك، فأنا أنصحهم بتوسيع دائرة قراءاتهم لتضم كل الأنساق المعرفية، فهذا يعمق فعل الكتابة، وأنصحهم بالصبر والتشبث بالحلم، فمسار الكتابة خصوصا في مجتمعاتنا صعب”.

يشار إلى أن ياسين كني يشتغل أستاذا، وتابع دراساته الجامعية في البيولوجيا قبل أن يحصل على الإجازة في الدراسات العربية. وراكم كني مسارا إنتاجيا كانت حصيلته ثلاث روايات وكتاب نقدي في النقد الثقافي ومجموعة من المساهمات المختلفة في القصة والدراسات الثقافية وعلم الاجتماع.

وضمت قائمة الفائزين بجائزة كتارا في دورتها العاشرة شملت مغربيا آخر هو الناقد الروائي بوشعيب الساوري الذي فاز في فئة الدراسات النقدية عن عمله “تخييل الهوية في الرواية العربية”.

يشار الى أن “جائزة كتارا” للرواية العربية اختارت خلال هذه الدورة الروائي الم غربي التهامي الوزاني شخصية العام، وذلك في إطار تقليد سنوي درجت عليه لجنة الجائزة في الاحتفاء بشخصية أدبية عربية تركت بصمة واضحة في مسيرة الأدب العربي، وفي سياق العام الثقافي 2024 الذي يجمع قطر والمغرب.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.