ميدايز 2024.. الدعوة إلى تعزيز السيادة الصحية من أجل التصدي للتفاوتات في الولوج للرعاية الصحية
دعا خبراء في مجال الصحة، أمس الجمعة بطنجة، إلى تعزيز السيادة الصحية، لا سيما في أفريقيا، من أجل التصدي لمخاطر انتشار الأوبئة ومكافحة التفاوتات في الولوج للرعاية الصحية.
وأبرز هؤلاء الخبراء خلال جلسة في إطار الدورة السادسة عشر لمنتدى “ميدايز”، أن جائحة كوفيد-19 كشفت عن أوجه القصور في الأنظمة الصحية بالعديد من الدول، بما فيها المتقدمة، مذكرين بدور الدولة الاجتماعية في تعزيز النظام الصحي والحاجة إلى شراكة بين القطاعين العام والخاص لتوسيع عرض الرعاية الصحية وتعزيز البحث والتطوير في هذا المجال.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس منظمة “أطباء العالم”، جون فرانسوا كورتي، أن الأوبئة التي عانى منها العالم فاقمت التفاوتات والتباينات في مجال الرعاية الصحية، معتبرا أن وجود دولة اجتماعية قوية أمر ضروري لضمان السيادة الصحية.
كما شدد على ضرورة بناء أنظمة صحية قائمة على التضامن، خاصة وأن جائحة كوفيد-19 دفعت العديد من فئات المجتمع نحو الهشاشة، ما يبرز الحاجة إلى تغطية صحية شاملة وتحقيق استقلالية في إنتاج الأدوية واللقاحات.
وفي هذا السياق، دعا رئيس منظمة “أطباء العالم” إلى شراكة تكاملية بين القطاعين العام والخاص لتعزيز العرض الصحي، وتحديث البنيات الصحية وتعزيز الابتكار في هذا المجال.
من جانبها، أوضحت الخبيرة النيجيرية، جيني نووكوي، أن السلطات العمومية تظل القوة المحركة للنظام الصحي، بفضل استثماراتها في البنية التحتية والتكوين، مشيرة إلى أن القطاع الخاص يمكنه المساهمة أيضا في هذا الإطار من خلال الابتكار وتعزيز العرض الصحي.
وشددت على أهمية التغطية الصحية لتمكين الفئات الأكثر هشاشة من الحصول على الرعاية الصحية، لافتة إلى أن إفريقيا تشهد عدة مبادرات تقودها نساء لمكافحة التباينات في هذا المجال، لا سيما في المناطق النائية.
أما رئيسة الجمعية المغربية لمكافحة سرطان الثدي، رجاء أغزادي، فسجلت أن قطاع الصحة معقد وحيوي وأساسي لتنمية البلاد، مشيرة إلى أن المغرب يشهد ثورة في نظامه الصحي بفضل رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي مك نت من تعميم التغطية الصحية وإجراء إصلاح حقيقي للمنظومة الصحية.
وأبرزت ريادة المملكة في مجال التلقيح بفضل صناعة دوائية مزدهرة تصدر نحو 17 بالمائة من إنتاجها إلى الخارج، مؤكدة أن استدامة أي نظام صحي رهين بتكوين الموارد البشرية والوقاية وتعزيز البحث العلمي.
يذكر أن الدورة السادسة عشرة لمنتدى “ميدايز” الدولي، التي تعقد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تواصل أشغالها بطنجة إلى غاية 30 نونبر الجاري، بمشاركة أكثر من 250 متدخلا رفيع المستوى، من بينهم رؤساء دول وحكومات وصناع قرار سياسي وحائزون على جائزة نوبل وأرباب كبريات الشركات الدولية وشخصيات مؤثرة، أمام حضور يفوق ستة آلاف مشارك من أكثر من 100 دولة.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.