الرباط.. لقاء دراسي حول دور الرقمنة في تعزيز حضور المقاولات الصغيرة جدا في الأسواق

نظمت غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الرباط-سلا-القنيطرة، اليوم الخميس بالرباط، لقاء دراسيا حول موضوع “دور الرقمنة في تعزيز حضور المقاولات الصغيرة جدا في السوق الوطنية والدولية وخلق فرص واعدة للتشغيل الذاتي”.
ويروم هذا اللقاء، الذي حضره خبراء في مجال الرقمنة والمقاولة وأساتذة جامعيون، بحث السبل الكفيلة بتعزيز قدرة المقاولات الصغيرة جدا بالجهة على التكيف والنمو في بيئة العمل الحديثة، والتعرف على أهم المستجدات والمقتضيات ذات الصلة عبر خلق فضاء للتفكير وتبادل الأفكار.
وبهذه المناسبة، قال رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة الرباط-سلا-القنيطرة، حسن صاخي، إن المغرب يولي أهمية كبيرة لرقمنة المقاولات الصغيرة والمتوسطة، والتي تدخل في صميم التوجهات الاستراتيجية للنموذج التنموي الجديد، معتبرا أن الرقمنة وسيلة من شأنها تحسين منتوجية وتنافسية المقاولة وتيسير ولوجها إلى أسواق جديدة على المستويين الوطني والدولي.
وأضاف السيد صاخي أن الوزارة الوصية على هذا القطاع أعدت برنامجا مهما في مجال التسويق الرقمي وتزويد المقاولات بالمهارات اللازمة لتعزيز وتنمية حضورها على الأنترنت والمنافسة في إطار منظومة الاقتصاد الرقمي، مشيرا إلى أن عدد المقاولات المستفيدة من هذا البرنامج بلغ، في نسختيه الأولى والثانية، أزيد من 3.000 شركة متوسطة وصغيرة.
كما سلط رئيس الغرفة الضوء على دعم المقاولات المغربية الصغيرة والمتوسطة الرائدة في تطوير الحلول الرقمية عبر خلق شراكات استراتيجية بين هاته المقاولات ومثيلاتها في باقي القطاعات الاقتصادية التي تتطلع إلى دمج الرقمنة في أنشطتها الاقتصادية.
وأكد على أهمية العنصر البشري المكون في هذا المجال، مسجلا أن عدد الخريجين في مجال الرقمنة سينتقل من 8.000 خريج سنويا إلى 22.500 خريج في أفق سنة 2027 في مجموعة من التكوينات، كالبرمجيات والذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة والأمن السيبراني، وهو ما من شأنه توفير فرص عمل في المجال لشغل 240 ألف منصب شغل.
من جهتها، توقفت رئيسة قسم الاقتصاد الرقمي بوكالة التنمية الرقمية، غيثة بنعثمان، في عرض حول “المقاولة الرقمية”، عند أهمية التحول الرقمي للمقاولات الصغيرة والمتوسطة، داعية أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة إلى استغلال فرص التحول الرقمي المتاحة، للتنافس على المستويين الوطني والدولي.
وأوضحت المسؤولة بالوكالة أن رقمنة المقاولات أضحت ضرورة ملحة وفرصة كبيرة لتعزيز قدرتها التنافسية عبر تحسين عملياتها، وزيادة كفاءتها، وتحسين تواصلها، بالإضافة إلى تعزيز علاقتها مع العملاء وتوسيع السوق وتحليل البيانات.
وأشارت السيدة بنعثمان، في هذا الصدد، إلى أن الوكالة تقدم خدمات متنوعة للمقاولات الصغيرة والمتوسطة لمواكبتها في مسار الرقمنة عبر تقديم استشارات وتوصيات من متخصصين، وقياس تطور التحول الرقمي لهذه المقاولات وإطلاعها على آليات دعم رقمنة المقاولات المتاحة.
وأضافت أن الوكالة وضعت رهن إشارة المقاولات منصة “مقاولة رقمية” بتنسيق مع وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، تسمح لهم بتقييم “نضجهم الرقمي” انطلاقا من تحليل شامل يتتبع تطور التحول الرقمي بالمقاولات، تحصل بموجبه على تقرير وتوصيات تتناسب مع احتياجاتها، فضلا عن المواكبة والتوعية بأهمية الرقمنة.
من جانبه، قال الخبير في المجال المقاولاتي والتحول الرقمي، عبد الرحمان موهوب، في تصريح للصحافة، إن المقاولات الصغيرة والمتوسطة أمام فرصة سانحة لولوج أسواق القارة الإفريقية، التي تعتبر سوقا خصبة، واكتساب زبناء جدد، شريطة تملك الأدوات الرقمية التي تسهل من عملية الانتشار الواسع للمقاولات وضمان استمراريتها.
كما شدد الخبير على أهمية التكوين في المجال الرقمي بالنسبة للمقاولات والمواكبة من طرف المختصين، فضلا عن الاستثمار في العنصر البشري، مبرزا أن الرقمنة كفيلة بتوفير منظومة متكاملة تخلق العديد من وظائف الشغل.
وتضمن برنامج هذا اللقاء الدراسي أيضا عروضا حول “الانتقال التكنولوجي لمشاريع الذكاء الاصطناعي من خلال نظام ذكي” و”نحو استراتيجية تنفيذية للذكاء الاصطناعي بالمغرب.. من الطموح إلى التنزيل” و” قياس وتوجيه الأداء نحو مقاربة تعتمد على الذكاء الاصطناعي”، فضلا عن عرض لتجارب ناجحة لمقاولين وورشة مهنية لتكريم مقاولات شابة أثبت حضورها بفضل الرقمنة.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.