24 أبريل 2025

الإنجاب بفضل التلقيح الصناعي.. حل لايخلو من كلفة

Maroc24 | مجتمع |  
الإنجاب بفضل التلقيح الصناعي.. حل لايخلو من كلفة

“ما أروعك ! لقد انتظرتك أمك طويلا”. كلمات لطيفة همست بها المولدة وهي تضع الطفل بين ذراعي لطيفة، في لحظة لن تنساها الأم الشابة.

جربت لطيفة وزوجها، المتزوجان منذ سنوات، كل السبل الممكنة للإنجاب، مكملات غذائية، تحاليل طبية، واستشارات متعددة.. ومع كل شهر يمر، كان الأمل يتلاشى تدريجيا، فيما بدا حلم الأمومة يتبدد شيئا فشيئا.

بعد سنوات من الانتظار والعديد من محاولات الإنجاب الفاشلة، تنعم الأمهات مثل لطيفة أخيرا بطفل بفضل التلقيح الصناعي.

وتمثل هذه التقنية إنجازا طبيا حقيقيا للأزواج الراغبين في الإنجاب، حيث باتت اليوم حلا مناسبا لمشكلات العقم.

وقالت لطيفة (31 سنة)، في بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “داخل قاعة الولادة، خضعت لتخدير شوكي، مرت الثواني وكأنها دهر وكنت حينها واعية بكل التفاصيل. استمرت العملية لنحو ساعة إلى أن سمعت صرخة طفلي الأولى”.

وأشارت إلى أن هذه اللحظة السعيدة، التي ستظل راسخة في ذاكرتها، “تمثل نهاية طريق طويل، شاق ومثقل بالقلق والشك والمخاوف”.

ومع عدم وجود خيار غير خيار الصبر وطول النفس، لجأ الزوجان، في نهاية المطاف، إلى حل التلقيح الصناعي. وبعد رحلة طويلة، أنجبت لطيفة طفلها الأول في غرفة العمليات في إحدى المصحات بمدينة سلا. تنفس الاثنان الصعداء أخيرا!

وأوضح الدكتور أمين بيتيتي، أخصائي في أمراض النساء والتوليد، أن هذه التقنية تقوم على تخصيب بويضات المرأة بمخبر التلقيح بواسطة الحيوانات المنوية للزوج، ثم تزرع الأجنة المتكونة في رحم المرأة.

وأشار الأخصائي في طب الإنجاب، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن التلقيح الصناعي يتم بعد تحديد أسباب العقم، عبر تشخيص شامل للحالة، يشمل مراحل متعددة من بينها تحفيز المبيض، وسحب البويضات، ثم التلقيح المخبري وزرع الأجنة.

وخضعت لطيفة، قبل بلوغ مرحلة استخراج البويضات، لعدة دورات من تحفيز المبيض، تسببت في مضاعفات جانبية مزعجة كآلام الرأس، القيئ، التوتر، الدوار والشعور بالإنهاك العام.

وأوضح الأخصائي أن الزوجين يمكن أن يلجآ إلى هذه التقنية في حالات انسداد قنوات فالوب، العقم غير المفسر، بطانة الرحم المهاجرة، فشل التلقيح داخل الرحم، انخفاض مخزون المبيض، أو وجود عوامل ذكورية متعلقة بجودة الحيوانات المنوية.

وأضاف أن معدلات نجاح التلقيح الصناعي، بحسب عدة عوامل، منها سن المرأة، أسباب العقم، جودة البويضات والحيوانات المنوية، وعدد المحاولات المطلوبة لتحقيق الحمل.

وأشار إلى أن معدل النجاح العام يتراوح بين 35 في المائة و45 في المائة لكل دورة تلقيح لدى النساء دون سن ال35، وهو معدل يتراجع مع التقدم في السن.

وأظهرت نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2024 أن المعدل الإجمالي للخصوبة، والذي يعبر عنه بعدد الأطفال لكل امرأة، قد انخفض من 2,5 سنة 2004 إلى 1,97 سنة 2024.

ولايخلو التلقيح الصناعي، الذي أصبح أكثر انتشارا ويمثل بصيص أمل لآلاف العائلات، من تحديات طبية ونفسية، علاوة على تكلفته المرتفعة.

وتبلغ كلفة محاولة واحدة من التلقيح الصناعي، حسب الأخصائي في بيولوجيا الإنجاب، الدكتور محمد زيزي، ما بين 25 ألف و40 ألف درهم، وذلك بحسب المركز الطبي، والأدوية المستعملة، والتقنيات المرافقة كحقن الحيوانات المنوية مباشرة داخل البويضة أو تجميد الأجنة.

وقد تحمل الزوجان تكلفة تجميد الأجنة، وهي عملية، تتيح حسب الدكتور زيزي، حفظ الأجنة الصالحة بهدف رفع فرص الحمل في المستقبل أو تأجيل النقل إلى وقت أنسب، دون الحاجة إلى إعادة كاملة لبروتوكول التلقيح.

وتنص المادة 47-14 من القانون المتعلق بالمساعدة الطبية على الإنجاب، على أن يتفق الزوجان مع الطبيب المعالج على عدد الأجنة الواجب الاحتفاظ بها، لمدة لا تتجاوز خمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة.

وفي حين أن الزوجين لديهما خطط أخرى للمستقبل، فإن طفلهما الذي لم يتجاوز عمره بضعة أشهر فقط ينمو بصحة جيدة. وقد تمكن الوالدان من إعادة نسج خيوط منزل سعيد.. ولو بعد سنوات من الانتظار.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.