تأخر التساقطات: المبادرة الملكية إجراء استباقي سيكون له وقع إيجابي على النشاط الفلاحي
ثمن الفاعل البيئي ورئيس فرع فاس لجمعية مدرسي علوم الحياة والأرض-المغرب يونس جرديوي، مبادرة جلالة الملك لإعطاء توجيهات استباقية تروم التخفيف من آثار تأخر التساقطات المطرية على النشاط الفلاحي.
وأبرز يونس جرديوي أهمية ووقع البرنامج الاستثنائي للتخفيف من آثار تأخر التساقطات المطرية، والحد من تأثيرها السلبي على النشاط الفلاحي، وتقديم المساعدة للفلاحين ومربي الماشية المعنيين في هذه الظرفية المناخية الصعبة.
وقال في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن تأخر التساقطات المناخية عائد بالأساس إلى التغيرات المناخية، حيث أصبح اليوم مؤكدا وبالدليل العلمي أن هذه التغيرات المرتبطة بتدهور البيئة تتسبب في تأخير التساقطات المطرية بمختلف أنحاء العالم.
وأوضح الفاعل البيئي في ذات السياق أن العامل البشري يتسبب في نقص الموارد المائية من خلال الاستعمال العشوائي واللامسؤول وغير العقلاني للموارد المائية فرديا أو جماعيا، وهو ما يؤدي إلى الزيادة في تفاقم الوضعية كثيرا.
وأرجع جرديوي واقع التغيرات المناخية التي يعيشها العالم إلى الإفراط في انبعاث الغازات السامة بفعل الأنشطة البشرية، ليشير إلى أنه يصعب على المبادرات المدنية التأثير على المجموعات الاقتصادية الضاغطة العالمية لوقف أو التقليل من الإنبعاثات.
وبحسب الفاعل البيئي، يبقى التعويل في المبادرات المدنية على المستوى الفردي من حيث التأثير في الاستعمال العقلاني للموارد المائية خاصة عندما تكون الفئات المستهدفة أطفالا وشبابا حيث يتجاوبون بسرعة مع التعبئة من أجل التغيير وهو ما يلاحظ في حملات التوعية التي يقومون بها، مما يسهم بالتالي في الحفاظ على الموارد المائية.
وأكد يونس جرديوي، أن حملات التوعية والتحسيس تلعب دور كبيرا ولها القدرة على الإخبار بالوضعية الحالية للموارد الطبيعية وخاصة المائية المتوفرة عليها في جهة فاس مكناس، ليشير إلى أن بدون توعية وبدون تحسيس فالمواطن العادي لا يكون له الإلمام بالوضعية الحالية للموارد الطبيعية.
ولاحظ الفاعل البيئي أنه من أجل تغيير الواقع والمحافظة على الموارد الطبيعية وحمايتها، تتوفر للفاعل الحكومي القدرة أكثر على خلق التغيير وبالتالي المساهمة في الحفاظ عل الغطاء النباتي، من خلال اتخاذ القرار وتبني تدابير قانونية.
وثمن من جانب آخر، الأدوار التي يقوم بها النسيج المدني البيئي خاصة في الإطلاع على حقيقة الوضعية، ودق ناقوس الخطر، والمساهمة في تغيير السلوكيات.
وخلص جرديوي الى أن جهة فاس مكناس التي تتوفر على موارد طبيعية مهمة ومتنوعة، تعرف حركية متواصلة للنسيج المدني المهتم بالمحافظة على النظام الإيكولوجي وضمان تنوع الموارد الطبيعية والحفاظ على الموارد المائية وعقلنة استعمالها وحسن تدبيرها.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.