أكد رئيس الجمعية المغربية الاستشارية لاستعمالات القنب الهندي (AMCUC) البروفيسور رضوان ربيع، أن فوائد استخدام القنب الهندي للأغراض العلاجية مثبتة علميا.
وأبرز البروفيسور ربيع في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، أن “فوائد استخدام القنب الهندي للأغراض العلاجية مثبتة علميا، حيث أظهرت مجموعة من الدراسات التي أنجزت في العديد من البلدان أنه يمكن استخدام القنب الهندي لعلاج بعض الأمراض بشكل فعال دون آثار جانبية”.
وذكر في هذا الخصوص، بعلاج مرض” باركنسون / Parkinson “، وهو اضطراب يصيب الجهاز العصبي ويؤثر على الحركة، و” الصرع / ‘épilepsie “( اضطراب في الجهاز العصبي المركزي يتسبب في أن يصبح نشاط الدماغ غير طبيعي فيؤدي إلى نوبات صرع أو فترات من السلوكيات والأحاسيس غير العادية، وأحيانًا فقدان الوعي)، بالإضافة إلى علاج مرضى السرطان الذين يعانون من آلام لا يمكن علاجها بالمورفين، وإذا زادت الجرعة من هذا الدواء تكون لها آثار جانبية.
وأشار البروفيسور إلى أن “هناك دراسات موثقة جيدا تظهر ذلك”، مبرزا أنه يتبين من خلال دراسة أجريت في ألمانيا على 5000 شخص مسن في دار لرعاية المسنين، أنه بفضل نبتة القنب الهندي العلاجي، أمكن الاستغناء عن 50 في المائة من أدوية باركنسون، والتخلص من 60 في المائة من الآلام، و27 في المائة من الأرق بدون تأثيرات جانبية.
وأضاف في هذا السياق أنه “من هنا تحديدا تظهر أهمية هذه النبتة بشأن علاج بعض الأمراض من دون آثار جانبية”.
وعبر في هذا الإطار عن تفاؤله بشأن الآفاق الواعدة لاستخدام هذه النبتة علاجيا في المغرب، مع العلم أن الأطباء يهتمون دائما بوصف الأدوية لمرضاهم بأقل آثار جانبية، بل يفضلون الأدوية الأقل ضررا.
من جهة أخرى، أبرز أنه يمكن لاستخدام القنب الهندي لأغراض علاجية أن يشكل منفعة كبيرة بالنسبة للمغرب من خلال جلب دخل كبير وفوائد اقتصادية مهمة.
وبالتالي يمكن، حسب البروفيسور ربيع، أن تكون لاستخدام هذه النبتة في المجال الطبي آثار إيجابية على مستوى صناعة الأدوية، ولكن أيضا بالنسبة للفلاحين الذين سيوفرون المواد الأولية وجميع أولئك الذين يشكلون حلقة ضمن سلسلة القيمة (الزراعة، النقل، التلفيف … ).
وأضاف أن الأمر يتعلق أيضا بخلق فرص للشغل والثروة، وكذا الدفع بعجلة العديد من القطاعات الموازية القادرة على تعزيز نمو الاقتصاد المغربي، وخلق دينامية كاملة حول هذه السلسلة من الإنتاج.
كما أشار إلى أن السوق العالمي للقنب الهندي يشهد نموا قويا في شقه المتعلق بالطب، ويتوقع أن يصل وفقا للتقديرات إلى مليارات من الدولارات عام 2028، مبرزا أنه يمكن للمغرب، بالنظر لمؤهلاته العديدة وموقعه الجغرافي وقربه من أوروبا، أن يصبح بلدا مهما للتصدير، مما سيشكل مكسبا اقتصاديا هاما بالنسبة للمغرب.
وفي ما يهم الجهود التي يتعين بذلها لاستغلال الإمكانات التنموية لهذه النبتة في شقها العلاجي في المغرب ، واغتنام الفرص التي يوفرها هذا القطاع، أبرز البروفيسور ربيع أنه بعد الجانب التشريعي، حان الوقت للانتقال إلى الجانب العملي.
وأوضح أن الأمر يتعلق ببلورة “نهج” يجب اتباعه في السياق الطبي، سواء من قبل صناعة الأدوية أو وزارة الصحة وكذا الأطباء والممرضين والعيادات الطبية، وغيرها.
وأبرز أن “كل هذه المنظومة الكاملة حول نبتة القنب الهندي العلاجي يجب أن تتحدث نفس اللغة، وأن تعتمد نفس التشريعات. وبالتالي سنعمل في إطار من الوضوح وسنكون قادرين على جني الكثير من الفوائد”.
وفي هذا السياق، أشار إلى أن الجمعية المغربية الاستشارية لاستعمالات القنب الهندي ستنظم لقاء في 26 يونيو الجاري بجامعة محمد السادس لعلوم الصحة حول القنب الهندي الطبي، مبرزا أنه سيتم خلال هذا اللقاء الخروج بتوصيات، وميثاق “يمكننا اعتماده لتسهيل استخدام القنب الهندي العلاجي بطريقة واضحة ودقيقة وآمنة”.
وأضاف أنه من أجل النجاح في برنامج استخدام القنب الهندي لأغراض علاجية، قمنا أيضا بتنظيم دورة بمعية جامعة محمد السادس لعلوم الصحة تتعلق بتكوين الأطباء من أجل مواكبة عملية استخدام القنب الهندي الطبي في المغرب.
وأكد البروفيسور ربيع، أنه قبل الشروع في الإنتاج، والبدء في بلورة برنامج تكون له أثار إيجابية على جميع المستويات، من الضروري أولاً تهيئة الأرضية وتحسين المعرفة حول القنب الهندي الطبي وتمظهراته المختلفة.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.