انطلقت اليوم السبت في أبوظبي أشغال الدورة السابعة للمنتدى الدولي للطاقة ، الذي يتوخى وضع أجندة الطاقة العالمية للسنة المقبلة، وتسليط الضوء على مشهد التحول الطاقي على الصعيد الدولي.
ويناقش المنتدى ، الذي تشارك فيه قيادات الطاقة الأكثر تأثيرا على مستوى العالم، وينظم في إطار فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، القضايا ذات الصلة باستراتيجيات المناخ والطاقة خلال الفترة التي تسبق انعقاد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28) الذي تستضيفه الإمارات نهاية العام الجاري.
ويسلط المنتدى ، الذي ينظمه المجلس الأطلسي ،وتشارك فيه قيادات الطاقة الأكثر تأثيرًا على مستوى العالم على تحديات إدارة أولويات أمن الطاقة والجهود المبذولة للتخلص من الانبعاثات الكربونية ودعم جهود العمل من أجل المناخ ،فضلا عن تعهدات الدول بشأن الوصول إلى “صافي الصفر” في الانبعاثات الكربونية.
ويتناول المشاركون في المنتدى ،الجهود المبذولة للتخلص من الانبعاثات الكربونية، في ظلّ تأثيرات الاضطرابات الجيوسياسية العالمية على خطط التحول الطاقي.
وأكد سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الاماراتي، الرئيس المعيّن لمؤتمر الأطراف (كوب 28 ) في كلمة أمام المنتدى على أهمية اعتماد نهج شامل وعملي يؤدي إلى تسريع مسارات مواجهة تداعيات تغير المناخ وتحقيق تحول جذري في آليات العمل المناخي.
وقال في هذا الصدد “نحن بعيدون للغاية عن المسار الصحيح، والعالم لا يزال متأخراً في تنفيذ الهدف الرئيسي لاتفاق باريس، وهو تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة كوكب الأرض عتبة 1.5 درجة مئوية”، موضحاً أن تحقيق هذا الهدف، يتطلب خفض الانبعاثات العالمية بنسبة 43 في المئة بحلول عام 2030.
وأضاف أنه برغم التحديات والتهديدات الواضحة الناجمة عن تغير المناخ، فهناك فوائد اقتصادية كبيرة للاستثمار في الطاقة النظيفة والعمل المناخي، داعيا الى توسيع نطاق اعتماد مصادر الطاقة المتجددة والنووية والهيدروجين، وحلول التقاط الكربون وتعزيز كفاءة الطاقة، إلى جانب إنتاج النفط والغاز بأقل انبعاثات كربونية ممكنة، والاستفادة من التقنيات الجديدة.
من جانبه قال فريدريك كيمب الرئيس والمدير التنفيذي للمجلس الأطلسي ،إن العام الجاري يشهد استمرار التغيرات التحويلية والعمل الدولي المشترك من أجل انتقال مستدام للطاقة، مشيرا الى أنه في خضم الاضطرابات الجيوسياسية والضغوط الاقتصادية “يجب أن نتوخى الحذر لتجنب الاختيار الخاطئ بين الطاقة الآمنة والميسورة التكلفة والانتقال المستدام نظرًا لكون أزمة الطاقة الجيوسياسية الحالية تجبرنا على التفكير بجدية في حوار الطاقة وفي مسارات الوصول إلى صافي الصفر.”
وأكد أن الجميع يتطلع إلى فرصة دولة الإمارات خلال استضافتها مؤتمر الأطراف (كوب28 ) لتقديم الأفكار حول انتقال شامل وموثوق للطاقة والذي سيكون في قلب مساعي المجتمع العالمي لمواجهة تحديات التغير المناخ بشكل واقعي وفعال.
يشار الى أن المنتدى الدولي للطاقة يروم إطلاق حوار صريح حول أفضل السبل المتاحة للوصول إلى مستقبل خالٍ من الانبعاثات الكربونية بالتزامن مع الجهود المبذولة حول العالم للحدّ من تداعيات الأزمات الجيوسياسية والمساعي الهادفة لتجنب أزمة مالية عالمية.
ويستضيف المنتدى سنوياً كبار صناع القرار في مجال الطاقة والسياسة الخارجية من مختلف أنحاء العالم لدراسة الآثار الجيوسياسية والاقتصادية بعيدة المدى للتغير في منظومة الطاقة.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.